ســــيرة ذاتـيــــة

عرفت العمرَ مرَّا منذ عمري وما مرٌّ به إلا اعتراني فلا من قد رضيت به احتواني ولا مَن قد كرهت به جفاني اعيش بوحدتي أجترُّ حزني كطير , طاف في كل المواني أفيق على الهموم انام فيها وأضحك باكيا , أخفي هواني أُحب الناسَ.. لكن ضاق صدري بما فيهم من الكذب المُزانِ وأسأل عن صديق لام جرحي ليقتلني به , وله امتناني ولولا اللهَ أخشى كنت ألقي بنفسي في الجحيم بلا توانِ أيا قلبي أما أدركتَ يوما بأن الحر إلا أن يعاني ؟ أتشكو ؟أنت من قد ضُخَّ موتا وتبكي ؟ والبكا طبع الغواني. وأسقي الروح من نزف صديد فلا انقطع الصديد ولا رواني أعض على الأصابع هل غبيٌَ يقول الحق في هذا الزمان ؟ انا من قد صدقْتُ وخان دهري وكان العيب مني , لا زماني

جدة 10/8/2004

معاذ آل محمد
جميع الحقوق محفوظة

لك الله أيها الصديق .

بهذه الابيات تفتح باباً واسعاً لطرحٍ يطول الحديث فيه ولا أدري من أين أبدأ ، ولكن دعنا نقبض بالناصية :

أكد النص على خلائق يعتز بها الشاعر ، وجاء التعبير عنها بصورة لا إرادية وكأنها تشكل جزءاً من تكوين الشخصية وتمثلت في التصريحات التالية :

1) أُحب الناسَ
2) ضاق صدري مـن الكـذب
3) اللهَ أخشى
4) والبكا طبع الغوانـي

وهذه التصريحات التي يدلي بها عاقد كثيراً ما لمسناها في أعماله الادبية ربما هي معتقداته شاء أم أبى .
ولكنه نتيجة سخط في لحظة معينة يحاول حرق الاخضر واليابس ، ولا شك أن جرحه غائرٌ ومصيبته من الاقربين جعلته يعض أصابع الندم ، ويلوم نفسه أن كان صادقاً وهنا معاقبة الذات بغير ذنب ولا إثم ، وكيل اللوم على النفس هنا غير مبرر في قوله :

انا من قد صدقْتُ وخان دهري ... وكان العيب منـي , لا زمانـي

فالصدق فضيلة والحث عليه واجبٌ لا يفضي إلى ندامة .

وينحى باللائمة على هذا الزمان - وهي حيلة المستضعف - ويندب حظه انه جنى على نفسه بقول الحق ، ويقذف شخصه بالغباء وهي حالة تعقب اليأس والخنوع ، وتعبر عن العجز التمام ، وهذا العجز ليس بالضرورة أن يكون وليد الضعف فقد نعجز عن الانتقام من الحبيب لا لشيء إلا لكونه عزيز على النفس مهما فعل .
وهنا إيماءة إلى هذا المعنى في قوله :

وأسأل عن صديق لام جرحـي ... ليقتلنـي بـه , ولـه امتنانـي

وهنا قمة السموّ حيث يكون ممتناً من صديقه فيما صديقه ينوي حتفهُ ، ويذكرني هذا بقول : ابراهيم ناجي:

وإذا القلبُ على غفرانهِ ... كلما غارَ به النصلُ عفا

والشاعر في تجربته هذه إنما يخوض في بحر القيم والمثل العليا وهذا انعكاساً لشفافية روحه التي تحس هذه المعاني وتستحضرها بصورة يغلب عليها طابع التأكيد كما نلمسه في صناعته للشعر .

أيا قلبـي أمـا أدركـتَ يومـا ... بـأن الحـر إلا أن يعـانـي ؟

ربما هذه القراءة السريعة لم تعطِ النص حقهُ من حيث البعد الرمزي كما أراده الشاعر ، ولكني أكتفي بالاشارة إلى كون روح النص غني بالقيمة الجمالية التي تدعو القارئ إلى الغوص في العمق وهناك سيجد البحر في أحشائه الدر كامنٌ .

تحياتـي وودي
طائر الاشجان

الاستاذ الكريم طائر :
انا فعلا فخور بك قارئا . ولم اكن اعلم انني مكشوف لهذه الدرجة .
لا شك ان الموضوع عميق وفلسفي وتدخل فيه تعقيدات كثيرة ولكنني كلما فكرت فيه ازدادت قناعتي بما اقول.
لقد تغير الوقت وفسد اهل الزمان .. وصارت العزلة افضل ما يمكن عمله ..فكما قيل : البعد عن الناس غنيمة .
مع الاسف صارت هذه المسلمات مبادئ يتميز من يتمسك بها او يتحدث عنها ..

لقد كنت اكثر من قارئ واكثر من صديق واعطيت كلماتي من وقتك وفكرك حقها .. فلك شكري العميق

اخي

كأني بك تقول


سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا


شكرا لأبداعيتك التي لا تنضب

جميل يا معاذ هذا البوح النفسي وهذه السيرة التي كما قال أخي طائر الأشجان باتت مما نعرف عنك وأشكر لك كذلك تناولة قراءة شعرك ببعض نقد ولعلي أكمله ببعض انتقاد سريع.

عرفت العمرَ مرَّا منـذ عمـري *** ومـا مـرٌّ بـه إلا اعتـرانـي
حشو وترهل واضح في الصدر والعجز ونرى العجز يحمل ما حمل الصدر فلا يقدم جديداً.

اعيش بوحدتـي أجتـرُّ حزنـي *** كطير , طاف في كـل الموانـي
طاف (في) كل المواني .... لم أقحمت حرف الجر هنا حيث لا مكان له؟؟ أهو الوزن يا ترى؟؟

وأسقي الروح من نزف صديـد *** فلا انقطع الصديـد ولا روانـي
النفي في بداية العجز بـ "لا" يشعر المرء بأنه دعاء ورجاء ولا أظنك إلا قصدت غير ذلك وأرى أن تنفي بـ "ما" النافية.

أعض على الأصابع هـل غبـيٌَ *** يقول الحق في هـذا الزمـان؟
أعض (على) الأصابع ...... مرة أخرى قد أقحمت حرف الجر حيث لا مكان له.

تحياتي وتقديري

رغم حجم الألم فيها إلا أنها تنضح رقة
ووالله ما أراهما يجتمعان إلا في نص متمكن

قلما يستشعر أحدنا في غيره ألما يعيشه هو ربما لأنه يعجز عن التعبير عن ألمه ولكن ما أن يفعل حتى تكون بداية طيبة
هنيئا لك بها

دكتور سمير

شكرا لك أفدتني كثيرا بهذه التوجيهات الكريمة

لا عدمناك مرشدا

السلام عليكم

سيدي عاقد الحاجبين

قصيدة جميلة ومؤثرة ، قلما نقرأ مثيلا لها

لافض فوك



تحياتي لك

عدنان يا قديم الوفاء .. يا جديد العطاء
شكرا باتساع السماء

الدكتور القدير الكبير سمير :
اشكر لك اطلالتك .. اولا.
ثم تعليقك واسهابك ثانيا .. وانه لشرف عظيم ان تبذل فيه هذا الوقت ..
تعلم سيدي انني اكتب بالموهبة فقط فلاعروض لدي ولا مصطلحات .. لذا اراني اركز اولا على المعنى فان كان مفهوما اكتفيت فانا ابث الشعور قبل الشعر .. ثم الايقاع (الوزن ) فلذا لا اهتم (والمفروض ان افعل ) طالما ان العض على الاصابع يعني عض الاصابع مثلا والاخيرة افصح .. لكن الوزن يشترط الاولى ..
نحن بحاجة دائمة لكم .. فاياكم والبخل يا استاذ العطاء .
..........
نهى فريد .. الا ليت الزمان يعود يوما .. فاخبرك انك فريدة .
سلطان زمن : لا يكن حبك كلفا .. ولا بغضك تلفا ..عدت اليها بعد زمن .. لاني اشتقت اليك ..

...

أسجل إعجابي بهذه المقطوعة الجميلة كما أسجل أحقية ما رآه سمير غير

في المواني فإني أراها صحيحة باعتبار المواني لسنا نعرف لها شكلا أكيدا

وهنا القصد وسط المواني أي في المواني هذا رأي والله أعلم ...

عاقد أجزم بأنك ارتجتها هنا بلا تنقيح ولا مراجعة وأجزم يأنك تريد أن تعلمنا أنك لست صانعا وتريد أن تقول لنا هاكم إقرأوا بترولي الخام قبل التصفية ..

يا عاقد هذه يدي أبسطها لتميزك وأراهن على شاعريتك الفذة ...

أفيق على الهمـوم انـام فيهـا ****وأضحك باكيا , أخفي هوانـي

ألا ترى أيها الحبيب عاقد أن الهوان هنا يخالف ما جاء في بيت آخر

أيا قلبـي أمـا أدركـتَ يومـا****بـأن الحـر إلا أن يعـانـي ؟

فإن الحر لا يهون فيكف أجتمع بك الأمران


أعرفك حراً ايها الحبيب فهلاً نظرة إلى فكرتي ولعلها تكون صائبة أو خاطئة


شكراً لك