تــقــول حبيبي : هل علمت بما جرى ؟ فـقـلت دعيني كـلّ شيءٍ تغيّـرا
غمرت الروابي من عيون مدامعي فـأخصبت الآمــال والزهر أثمرا
على أمـل أن تـلـتـقـــي عـبـراتـــنـا فتصبح للعشاق مسكا وكوثرا
ســألتك بالتحنان ما كان واثقا أمـا مـرّ في واديك دمــع فـأخضرا ؟
ألـم نستقي كأس الغرام سويّــة مضينا مع النــدام نبكي تـأثرا ؟
ألم نسعد الأيـّام في همساتنا ملكنا زمــام الحسن نثرا وأبــحرا ؟
ألم تلحظي حين انتظمت مشاعري جعلتك صدرا في الطويل منوّرا ؟
وهبتك إخلاصي وخير مواهبي رفعتك نجما في الخواطــر أزهـرا
فرشت فؤادا مستهاما مغرّدا وقلت تعالي شرّفيه تصبّرا
وناديت بالأتراح هيّا ترحلي نسجت إلى الأفراح تالله معبرا
وبعد : فما ذنبي قتلت مودّتي وما بال قلبي في هواك تعثرّا ؟
تقول حبيبي ، قلت سمعا وأنصتي دعيني وشأني قد علمت الذي جرى
دعي لغتي تبري الجراح لعلها تنال من الذكرى علاجا ميسّرا
دعي صور الماضي تضيء بحاضري هنا يبزغ الفجر العقيم مصوّرا
وعودي إلى ساعي البريد فــإنه عليمٌ بــآه البين عاش مخبّرا
وعودي إلى الأوراق إن شِــمتِ لوعة فـقد رزمت في الرفّ ألفا وأكثرا
متى شئت لبنى مزّقيها وأدبري فلن ينفع المكلوم رسما مزوّرا
وإن شئت يوما فاجعليها عباءة رويداً .. رويداً ، وارتديها تسترا
وهل تستر الأنسام من هجر الحيا ولو كــان يحكي بالفصيح تحضّرا؟



رد مع اقتباس
