المِحْرَاب

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




وُلِدَتْ بهِ الجزَائرُ الحديثَةُ غَرْسًا في الوجدان وسقيًا بالعُرُوق ، ناهَضَ المسْتَعمِرينَ ذَودًا عن هَوِيّةِ الإسلام ، وَجَاهَدَهُم بمبَادِئهِ جهَادًا كبيرًا ، عَاشَ في الشّام الأبيّة لَاجِئًا إليهَا بعد مخَاضٍ عَسِيرٍ ، وظلّ فِيهَا كَريمًا مَوْصُولًا ، الى أنْ وَافَاهُ عِزّهُ ، راضِيَةً نَفسُهُ عَنْ سَلَفٍ مَرضِيّةً بخَلَف .
ولأَنّنِي في واحةٍ خصبةِ الوَفَاء وَ - مَا الشّعرُ إلّا وَفَاءً للأُلى عظُمُوا - فيَسُرّنِي أنْ أُقَدّمَ للسّادةِ الفضلاء وللسيّدات الفضليَات .... عظيمًا من عظمَاءِ الأُمّة : الأميرَ عبدَ القَادرِ الجزائِري المَوْصُولَ نَسَبُهُ - شَرَفًا - بالنّبي صلى الله عليه وسلم


شعر : همَّام رياض

إحرامُكَ العِزّ ، في إحْراَبِهِ وَظَبَا
رَفْضًا أصَاغَكَ ، من مِحْرَابِهِ وَثَبَا
<>
نَفْثًا مَشَارِفُهُ نَفْضًا عَلَتْ هِمَمًا
نَبْذًا مَشَارِبُهُ نَبْضًا حَلَتْ حَبَبَا
<>
رَوْضًا تَنَفّسَ ، أحْظَانَا مَدَى عَبَقٍ
رَوْحًا تَنَافَسَ أحْضَانًا ، حَنَتْ رُطَبَا
<>
حَوضًا إليهِ ، تَوَارَدْنَا علَى ظَمَإٍ
مَا إنْ رُوِينَا ، ولاَ نَهْلٌ لَهُ نَضَبَا
<>
وَمْضًا أَطَافَ وحِينَ انتَابَنَا ومَضَى
أَوْصَى لَنَا ، وَ حَدَا أَوْصَالَنَا عَصَبَا
<>
أعَاذَهَا نَبَضَاتٍ أنْ تُرَى أسَنًا
أعَاظَهَا عَنْ دَمٍ مسْتَزَفٍ لَهَبَا
<>
آثارُهُ ، وَ مَرَائينَا منَابِتُهُ
إيثَارُنَا الشّعرَ حِلْمًا والنّهى خطَبَا
<>
إسرَارُهُ ، وَتَفَانينَا جزَائرُهُ
إصْرَارُنَا المَوْتَ ، أوْ نَحْيَا بهَا عَرَبَا
<>
مُسْتَوْسِقًا هَامَةً فِي أُفقِهَا سَكَرَتْ
فأنجُمًا كَانَتِ الأقداحُ إذْ نَخَبَا
<>

مسْتَوْثِقًا شَامَةً في خُلدِهَا ارتسَمت
مُخضَرّةً أَبَدًا مُخْضَلَّةً أَدَبَا
<>
يَزينُه السّمتُ حين الصّمتُ نَافِلَةٌ
وَ مَوْسِمُ الرّفضِ بركَانٌ إِذَا وَجَبَا
<>
يَمِينُهُ الدّربُ حينَ الدّربُ حافِلَةٌ
بِهِ رُؤانَا وبَدرٌ سَاهِرٌ طَرَبَا
<>
أشْعَرْتَ عُمقَك أسفارًا ، مَحَجّتُهَا
أَنَّا المِدَادُ ، فَأَنّى تَنْقَضِي سببا ؟
<>
أشرَعْتَ عزّكَ أسفارًا ، مَحَطّتُهَا
أعْمَاقُنَا ، حِينَمَا نستَلّهَا قُضُبَا
<>
مَدَاكَ إذْ أَسرَجَ الآفَاقَ فَاتِحَةً
آمِينُ مَادَتْ بِهَا آمَادُهَا نَسَبَا
<>
إبَاكَ إذْ حَمَلَ الأ مجَادَ قَائِمَةً
دمٌ تَدفّقَ خطّا فاحَ مُكتَتَبَا
<>
كَفّانِ فِي غَلَسِ الأَسْحَارِ أشْرَعَتَا
أَرْوَاحَنَا ، رَهَبًا آهَاتُهَا رَغَبَا
<>
للهِ أَوْسَعَتَا ، باللهِ أَوْزَعَتَا
آمَالنَا أَلَقًا ، أنْظَارَنَا هِضَبَا
<>
سَيفَانِ إذ مصْحَفٌ يُأتَمّ بينَهُمَا
عَلَى عِنَاقِهِمَا إجْلالُهُ وَكَبَا
<>
قَدْ أَغْيَيَا فَلَكًا إذْ أغْضَيَا كَلَفًا
وَأَفْضَيَا شَغَفًا نَجْوَاهُمَا عَجَبَا



.................................................. ...............................................