يا ربِ الفرج
6 آذار 2004


(1)
نرجوكَ يا صبحُ انبلجْ
يكفي كلاماً أوحُججْ
نرجوكَ
إنا لم نعدْ.. نعطي بريقاً أو وَهَجْ
نرجوكَ
إنا قد خرجنا.. من مفاهيمِ الحضارةِ
واندثرنا.. في غياهِب جهلِنا
أو تحت ظُلْماتٍ لُجَجْ
نرجوك يا صبح انبلجْ


(2)
الناسُ طاروا في الفضاءِ
ونحن طرنا في كلامٍ ليس يبقي .. أو يذرْ
الناس صاروا يصنعونَ الكائناتِ
و ينسخون من الخيالاتِ البشرْ
هم يبدعون المركباتِ
ونحن نجثمُ تحتَها مثلَ الحُفَرْ
هم يصنعونَ المعجزاتِ
ونحن نبحثُ عن حُجج
ونقول "يا ربِ الفرج"


(3)
عدنا إلى عصرِ الخوارجِِ
بل عصورِ الجاهلية
نمضي قروناً في خصام
لا يضيف سوى الهراءِ إلى القضية
نحن الذين سندخل القرن الأخيرَ من الزمن
من غيرِ وجهٍ أو هوية
نحن الذين نحب أفكار العِوَج
ونقول "يا رب الفرج"


(4)
هذا هو القرنُ الأخيرُ من الزمن
هذي هي السنة الأخيرة من حياة العالمين
الناس يمتشقون حرياتِهم
سيفاً قوياً في وجوه الظالمين
هم يعرفون طريقَهم
ونطير نحن كما الذبابُ على وجوهِ الحاكمين
نبكي و نرجوهم لنلعقَ مرة أقدامَهم
ونقبلَ الأيدي التي تقتص منا صاغرين
نحن البلاءُ مع الغباءِ إذا اندمجْ
ونقول "يا رب الفرج"


(5)
ماتتْ معالمُنا القديمةُ
في العراقِ.. وفي الشآمْ
والإثم حرضنا لنجعل مجدََنا ذكرى حطام
وعلى يدينا
في ظلام سجوننا
صُنِعُ التواطؤ
والتقهقرُ
والأسى والإنفصام
من كان يحلم أن يرى في وجهنا طبعَ اللئام؟
من كان يحلم أن في أوطاننا
لا يعرفون سوى الكلامْ؟
لا يؤمنون سوى بأرخصَ ما يقالُ عن السلام
هذا سلام عن تخاذلنا.. نتجْ
ونقول "يا رب الفرج"


(6)
بعنا القضيةَ باللواطْ
لا يذهلنكمُ كلامي
فالدلائلُ في طرابلسَ العريقةِ والرباطْ
بعنا القضية باللواطْ
الشاعرُ ارتبطتْ مشاعرُه بأموال البلاطْ
والكاتبُ ارتبطت كتابتُه بما تمليه أفكارُ البلاطْ
حتى رجالُ الدين أفتوا مرة
أن المقاومةَ اعتباطْ
وصهٍ.. فحاكمنا تألمَ وانزعجْ
ونقول "يا رب الفرج"