|
في يوم ميلادكِ... |
ضحكَ الصباحُ وهَامَ في الطرُقِ |
ورأيتُ أغنيةَ الربيعِ على |
شجرِ الدروبِ تدورُ في ألَقِ |
واسبشرَ الزرزورُ إذ أخذتْ |
دُرَرُ الرذاذِ تلوحُ في الأفق |
حتى استفاقَ الزهرُ، لو نسيتْ |
عينايَ هذا العيدَ لم يُفِقِ |
أأنا الذي ينساهُ يا قمري |
يا قطعةً حطتْ من الشفقِ؟ |
اليومَ عيدكِ، هل ستسعفني |
جنيةُ الأقلامِ والوَرَقِ؟ |
بالأمسِ كنتُ وحيدَ أغنيتي |
ومدامعي تحكي عن القلقِ |
وقضيتُ كلَّ الليلِ في شَجنٍ |
وشكوتُ للأشجانِ عن أرقي |
والآن جاءَ العيدُ مكتسياً |
لونَ الربيعِ ورقةَ الفلقِ |
فأخذتُ أنهلُ من قصائدِه |
تلكَ التي كُتبتْ على الطرقِ |
وتألقَ التوليبُ كيف له |
ألا يميلَ لثغركِ العَبقِ؟ |
وازدانت الغيماتُ باسمةً |
واصطفتِ الأطيارُ في نسقِ |
في عيدكِ العطريِّ، سوسنتي |
صُبي بقلبي العشقَ ينطلقِ |
يا بحرَ نورٍ ظلَّ يفتنني |
خذني أنا التواقُ للغرقِ |
فرَحٌ لشمسكِ حينما طلعتْ |
من أغنياتِ الوجهُ والعنقِ |
في العيد ثغركِ يا معذبتي |
والله أشهى منه لم أذقِ |
أنا في غرامكِ صرتُ سنبلةً |
إن تحرميها منكِ تحترقِ |
لكِ كلُّ ما في العمرِ من أملٍ |
وليَ العذابُ ودمعةُ الحَدقِ |
لك، والقصائدُ سوفَ تخذلني |
قلبي أقدمه على طبقِ |
فخذي نسائمه ورقته |
وخذي حُشاشَ الروح.. وانطلقي |