دعاني فؤادي إلى بحرها
على نعش نومي عند السهر

وفي ليلة في مخاضاتها
دعاني سكوني وطاب السمر

لحقت الفؤاد الذي كان بي
وروحي دعاه لكي ينتظر

ولم ننتظر ساعة كلّنا
وكنا جميعا بشاطي قطر

على حافة البحر ابراجها
غرسنا رباها ضوء القمر

وألوانها عانقت نورها
كما عانقت نجمة للسحر

سمائي وليلي كانا بها
نهاري وشمسي وصوت الوتر

وشوقي لها ذاب في رملها
كما ذابت الطين فوق الحجر

سكون الليالي تنتابني
وصمتي له عسكرٌ في خطر

فلا عسكر الصمت يهدونني
سكوتا ولا يكسرون النظر

ولا ذكرياتي لها تنتسي
ولكنها داخلي تنتشر

بلاد الأحباء في دوحة
لها غنّت الطير قبل البشر

سمعنا بها أغنيات الندى
وتهذي على بعثرات المطر

ونام الثرى في لحاف الكلى
وقام الكلى كلما قد حضر!

ويشتم من طيبه نفحة
كأني بمسك وورد الشجر