هـدهـدة الخـمـول ..

كم أنت حريص على راحتي ..
نصحُك لي بالاسترخاء ساعد عضلاتي على الامتلاء بالماء والدخان
مما جعلك تدعوني للاستلقاء ..
كم يحلو التهالك على أريكة وثيرة لك ، وأنت تختار لي من نغمات
الهدهدة المساعدة على تعطيل كل انشطة المعرفة والحركة ..
تختلط حالتي على الفاحص : إن كانت تخديرا تامّا ،أو هي ثملة بغير سكر
أو لعلها في أعقاب حمّى باتت في الأعضاء سبع ليال وقيّلت بها ثمانية ..
تشجع إحباطي وتباركه بحكايات بها عبر :
ألم يمت أولئك الذين كانت حياتهم ملأى بالحركة الدؤوبة :
عمروا الأرض ، بنوا القصور ، غرسوا الحدائق ، وبعد ذلك ؟
خلدوا للراحة ..
أيهما أفضل أن تدور هذه الدورة كاملة لتصل إلى الراحة ؟
أو تأخذ قرارا باللاستراحة منذ البداية ؟
تلقى من النصب والتعب والشقاء ما يهدّ راسيات الجبال
في هذه الدورة الحركية المضنية
والهدف يمكن أن يحصل بالاستراحة شروعا ..
جثمت على الصدر ، غرزت أنياب جذورك فروى ساقك واشتد عودك ..
أصبحت أتقبل تعليلك صاغرا ..
فمن يستطيع زحزحة كلكلك عن صدري ؟
أهنئك ايه الخمول ، لقد تجاوبت معك :
خلايا العضلات ، وسلاميات العظام ، وسائل المخيخ ، واسلاك العصاب
بالتكاسل والاسترخاء ..
لولا أن الضمير صحا على :
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ".