|
عذراً يـا ليلي إذ أنـي |
نافستُك قسراً بظـلامي |
فنجومي بـاتت خافتـةً |
و تجسَّد بؤسي بكـلامي |
وغدوتُ أرمِّم أفكـاري |
مرتقباً إطلالَ صبـاحي |
ليقضَّ مضاجعَ ديجـوري |
و يخطَّ رثـاءً لجراحـي |
قد بتُّ غريبـاً في منفى |
ويعجُّ بصوتِ الغربـانِ |
لا ذكرى عذبةَ أرشفُها |
فتبثُّ الروحَ بأركــاني |
والشَّمسُ السارِحَةُ الولهى |
لم تشرق بعـدُ بأوطـاني |
يا وطني المثخنَ كم أدعو |
لو كفَّت أيـدي المحتـلِّ |
ولكم صَلَّيتُ بلا نصَبٍ |
من أجلِ النُصـرةِ و الحلِّ |
لتعود لغزَّةَ طلَّتهـــا |
ولعرشِ الضـادِ المعتـلِّ |
يا ربِّ لقد غطَّت فِكَري |
هربـاً تتشبَّثُ في الحُلُمِ |
فلعلِّي أبصـرُ زيتونـاً |
أو أُلْفـي البلسـمَ للألمِ |
لو كنتُ طليقاً من يأسي |
لأخِيطَ على الفورِ جفوني |
و أروحَ مقاماً منسيـاً |
كي أنشدَ حُلْماً بسكـونِ |
يا عينَ الشرقِ أيا قدسُ |
قد دنَّسَ عِفَّتَـكِ الرِّجسُ |
من فكَّر يأتيكِ بعطــرٍ |
فالمأوَى مشفىً أو حَبـسُ |
أممٌ ما عادتْ تفديـكِ |
إلا بقصـائدَ ترثيــكِ |
أو شَطريْ بيتٍ من غزلٍ |
فعسَـاهُ قليلاً ينسيــكِ |
يا قدسُ كفاكِ استنجَـادا |
عينُ الأعرابِ وقـد فُقئت |
ونداؤكِ ما عادَ سيجدي |
أذنُ الأعرابِ و قد قطعت |
أدعوكِ مراراً آسِـرتي |
صبراً وصموداً لسنينــا |
فسآتي حتماً بِصَــلاحٍ |
ليدقَّ الطبـلَ لحطِّينــا |
فدعوني أعملُ في صمتٍ |
معتزلاً ألـزمُ صَوْمَعـتي |
قد يبدو ركني منتقـداً |
و يُجنُّ الشـكُّ لمعـزلتي |
لتقولوا أني منهـــزمٌ |
أو حسِّي القومي منعـدمٌ |
وأذيعـوا أني مختــلٌ |
و العُزلةُ جُبنٌ بل سَقَـمُ |
كتبا ً خُطُّوها في شجبي |
واقضوا أعوامـاً في سبِّي |
باقٍ و ستبقى صومعـتي |
وسيلحقُ في الغدِ بي شعبي |