يحارُ الصمتُ في ثغر الرّجالِ
ويشكو الوهنَ في تلك الجبالِ
وتلفظه البحارُ على الشواطي
طريحاً نازفاً من دون والِ
يحارُ وفي العيون من الحروفِ
بقايا قد ترامتْ في السؤالِ
أما للأسْدِ يوماً من زئيرٍ
لتخشاه الثعالبُ في النزالِ؟!
يحارُ الصمتُ والأصداءُ ثكلى
فيرقى في المنابر ذو الوبالِ
يزيدُ النارَ بالنار اشتعالا
ويرسلها على كل التلالِ
يتيه بكل وادٍ لا يبالي
ولا يدري بخاتمةِ المآلِ
فلطفاً يا إلهي في قضاءٍ
به قد سَادَ موبوءُ الفعالِ
هي الدنيا دنايا دونَ شكٍّ
وفيها العُجْبُ من حالٍ وحالِ
أيا قابيلُ هل عادتْ إلينا
نواياكَ المشينةُ بالقِتالِ؟!
فصارَ بنا من الـ (قابيل) ألفٌ
ومن هابيل مليارُ الظِلالِ
فحارتْ فيهِمُ الغربانُ أنّى
تُواري ما تسجَّى من ضَلالِ !
وعادَ الصّمتُ يتبعه ذبولٌ
إلى جُحرٍ ستغشاه الليالي
ويزرع همسةً في أذنِ طفلٍ
لعل الطفلَ يُوفي بالوصالِ
وينهضُ عند فجرٍ مُشرئبٍ
لشمسٍ لا تعودُ إلى الزوالِ
فيزأرُ في شموخٍ ذي ثباتٍ
ألا للهِ عودوا ذي الجلالِ