" لا تلوموا "
لا تلوموا متيَّمًا ولهانا
مُذْ رآها لا يستطيع بيانا
قد عهدناه شاعرًا عبقريًّا
وعرفناه للجمالِ لسانا
إن رأى الطيرَ في السماء يغني
ملأ الجوَّ حوله ألحانا
أو رأى الروضَ ضاحكًا قد تجلَّى
في ثيابٍ قشيبةٍ جزلانا
صاغ سحرًا من البيانِ عظيمًا
فاقَ سحرَ الذي رآه عِيانا
وكسا الزهرَ نضرةً ونعيمًا
وكسا صفحةَ الغدير جُمانا
أعجبَ الفنَّ فنُّه فغدا ما
إن رأته الفنونُ أخلتْ مكانا
ماله اليومَ قد عصاه يراعٌ
لم يكنْ قط دأبُه العصيانا!
وأبى القطرُ أن يسيل على الأو
راقِ بالبوح مثلما قد كانا
فأمانًا أيا فؤادُ لحسنٍ
حُقَّ منه بأن أقول أمانا