|
إنِّي مشيتُ مساءَ يومٍ هائمًا |
والبدرُ يُضفي بالمكانِ أمانا |
والقلبُ يأبى أنْ يذوقَ أمانَهُ |
ويكابدُ الأوجالَ والأحزانا |
حدثتُ روحيَ بعدَ تِيهٍ في الدُّنا |
هل يغفرُ الرحمنُ ما قد كانا |
فأجابتِ الروحُ الرفيعةُ إنْ تُرِدْ |
فالجأْ لربِّكَ وابتغِ الرِضوانا |
فطرقتُ بابَكَ يا إلهَ العرشِ يا |
مَنْ قد ملأتَ بنورِكَ الأكوانا |
وقصدتُ مدحَ محمدٍ أرجو بهِ |
عندَ الإلهِ الصفحَ والغفرانا |
يا ليتَ شعريَ كيفَ أمدحُ ذا الذي |
جمعَ الكلامَ فصاحةً وبيانا |
لمَّا ولدتَ تبسمتْ دنيا الورى |
فاليومَ أنجبَ ذا الزمانُ زمانا |
زمنَ السماحةِ والعدالةِ مرحبًا |
غرِّدْ نشيدَكَ بالسما كروانا |
وابسطْ جناحَكَ في الفضاءِ ولا تَهَبْ |
كيدًا ولا شركًا ولا طغيانا |
فاليومَ قد شقَّ البسيطةَ جدولٌ |
يَسقي العطاشى الهَدْيَ والقرآنا |
وإذا الفضائلُ بالنفوسِ ترعرعتْ |
لمَّا رأتْ خُلُقَ الحبيبِ عِيانا |
ذاكِ الذي جمعَ الخلائقَ دينُهُ |
فغدا الخصومُ بهَدْيِهِ إخوانا |
يا من أتيتَ إلى البريةِ مشرقًا |
شمسًا تُشِعُّ العلمَ والإيمانا |
ورميتَ جيشَ الكفرِ سهمًا صائبًا |
وهدمتَ أنت بشرعِكَ الأوثانا |
قُلْ للعروبةِ أن تئوبَ لربِّها |
وتجددَ العهدَ الذي قد بانا |