هذه الأبيات معارضة لقصيدة الشاعر علي الجارم التي مطلعها :
مالي فتنتُ بلحظكِ الفتاكِ = وسلوتُ كل مليحة إلاكِإياكِ عينيَّ البكا إياكِ
إياكِ عينيَّ البكا إياكِ وكفاكَِ من ذاك السُّهادِ كفاكِ
إني أضنُّ بذي الدموعِ على التي ألقتْ هوايَ بأسفلِ الأدراكِ
كم قد خشيتُ عليكِ أيامَ الصِّبا من دمعةٍ تشقى بها عيناكِ
ولكم خشيتُ عليكِ من ريحِ الصَّبا والآنَ صرتُ حبيبتي أخشاكِ
حفظَ الوفا قلبي وقد ضيعتِهِ ما كان أحمقني وما أذكاكِ
تسقينَ قلبي البؤسَ في كأسِ النوى والقلبُ يأبى أن يحبَّ سواكِ
وهواكِ يُشعلُ في الفؤادِ لهيبَهُ وأراهُ مفتونًا بذكرِ هواكِ
يا نفسُ عهدُ الحبِّ ولَّى مدبرًا فمن الحماقةَِ حزنُكِ وبكاكِ
ليست حياةُ الناسِ حزنًا سرمدًا فتفاءلي يا نفسُ في دنياكِ
وتعلمي أن تنظري للوردِ في روضِ الحياةِ وليسَ للأشواكِ
وترقبي شمسَ الصباحِ لعلها تبسيكِ من بالأمسِ قد أضناكِ
وإذا المساءُ أتى تعالي فانصتي هذي النجومُ تقولُ طابَ مساكِ
والبدرُ يبسِمُ للوجودِ كأنما أرضاهُ يا نفسي عظيمُ رضاكِ