سماءٌ مليئةٌ بالبثور هو كلّ ما بقي لي يا حبيبتي.
غيمةٌ مكتنزةٌ بالشّتائم و أشباه الفساتين عبرتْ - منذ قليل - محطّة الرّاديو الّتي أستمع لها في اليوم نصف مرّة، صوتٌ فتنة، حبٌّ من سطر واحد، ليلٌ يرتدي خاتما نحاسيّا و نظّارةٌ شمسيّة، تترتّب جميعُها على طاولة المطبخ بجانب الموقد الكهربائيّ، تسندها سيجارتي الّتي أحتفظ بها منذ زمن، فأنا لا أدخّن كما لا تعلمين!
أنا، أجيدُ الهروب كنهر لا يستطيع أن يصير بحيرة، عيناكِ البندقيّتان أخبرتاني أنّك ستتزوّجين بنجّار، لذلك مضيتُ في طريقي مسرعاً بعد أن قلتُ لكِ أحبّكِ... بعد أن اقتطفتُ من قلبكِ لقمةً أمضغها الآن ثمّ أُلصِقُها على مرآتي كلّ مساء لأخبرها في الصّباح وجهةَ العبور الآتية، ثمّ أعودُ أمضُغُها وحدي... أسمعُ صوتَ بكائكِ كلّ مساءٍ وحدكِ، حين تختبئين عن الجميع في السّقيفة، تنظرين لبقاياي في أصابِعِكِ الّتي ما لمستُ، و لكنّي أخبرتُكِ كيف سأعدُّ عليها الأحرف بالإسبانيّة، أصابعكِ المكتنزاتِ بالخوف... بثقوب تبدو كبثور السّماء الّتي لم يبقَ لي سواها...
حبيبتي...!!




عبــلة الزّغاميم
10-10-2016