ما بال الصّفحات شاحبة يا هاتفي؟
هجَرَها الكثير، و أنا هنا لا أعرف أحدا بالقرب لألتهي عن كوني بعيدة، ما بال الصّفحات يا هاتفي، باهتة... لا أستطيع غير مسح شاشتك لتبدو أكثر وضوحا، لكنّها من مصدرها باهتة... ربّما هناك بصمة حيث العدسة، و ربّما يعشّش الغبار بين ذرّات الهواء فيشوّش الرّؤية... و ربّما غشى عيني ما غشاها فثقلت عليّ الرّؤية... حسنا...
فلتبهتي يا صفحاتُ كما تشائين... سأقنع نفسي أنّك من الوضوح بحيث تشعّين ضوءا فلا أكاد أستبينُك...
سأقنعُ نفسي أنّي من كثرة الزّحام.. زحام الصّحون و التّوابل و الملاعق و سطور المقالات العلميّةِ و سلال الغسيل المتفرّقةِ و الأوراق المفقودةِ بين الحين و الحينِ و الأقلام الملوّنةِ و الهواء البارد الباردِ... من كثرتها أنظر إليكِ عجلى فتسيلُ صورتُكِ على صورتِك...
سأقنعُ نفسي يا صفحاتُ أنّكِ في سباتٍ شتويٍّ ربّما سيزول بعد دقائق و ربّما لن يفعل و ربّما سيفعل ثمّ لن ثمّ سي.....
لا أدري... إنّما لا قول يُشبِعُ يا صفحاتُ إذ جاعت القلوب لسطر يطمئنها أنّ الأرض من بعدُ تتنفّس....




عبلة الزّغاميم
1-12-2013