وحدي هنا...
ألمّ يا أمّي الفضاء، أعبّيء جيبي به حتّى يصاب بالتّخمة فيفيض على قميصي و على رجل الكرسيّ الملتصق بي فيصير نجمة، أجلسُ أنظرُ فيما حولي فالضّوء وفير بما يكفي لأن أرى....
وحدي هنا....
أسأل الهاتف شكل يدكِ و حجمها إذ أمسكتْهُ يوما حين ارتفع صوتُه و لم أكن قريبةً لأربّت عليه...
وحدي هنا...
اتفقتُ مع السّلالم أن تكون طويلةً كي أصعدها بما يكفي لأنقص غراما أو اثنين أو....
وحدي هنا...
بسملتُ كثيرا البارحة إذ أتى عليّ دوارُ الشّتاء، بسملتُ لا أدري لماذا.. لكنّها كانت شفائي، و ابتسمتْ....
وحدي هنا...
قلتُ للباب تأخّرْ قليلا كي أدخل، ثمّ أغلقْ وجهك عن العابرين إليّ... تريّثْ قليلا و دعْني و أنا أمسكُ يدك أدور بحجم خطوط يديك الحالمات بلقاء....
وحدي هنا...
أثنيتُ على خطّي حين تغيّر كي يصير متفرّدا، فالخطوط هنا يا أمّ تتشابك فلا أسمع صوتكِ ولا أسمع، و هاتفي صامتٌ كمال الوقت إلّا ما قد تفتّت منه... كي فقط أسمع حبيبي إن نادى أو حتّى همس....
وحدي هنا... وحده هنا... وحدنا هنا... صار بيتي و وسادة قلبي، حتّى إذا ما آلمني الجوع تأبطتُ صوته و رقصنا معا على الغياب الحنظل...
وحدنا هنا...
نعيدُ يا أمّ ترتيب الغرفة مرّاتٍ قليلةً كي نشعر بالانتماء لشكل واحد... و إن كنتُ من يتمنّى لو أنّه يتغيّر...
وحدي هنا...
قالت لي أمّ عروبة أنّكِ جميلةٌ جدّا حين رأتكِ... لم تدرِ يا أمّ أنّك جميلةٌ فضاءً إن كان للفضاء أن يكون أكثر من " جدّا "، عندكِ... تقلّ الظّروف يا أمّي... و الأفعال المطلقة تصبحُ نسبيّةً بما يكفي لأن تكوني المُطلق...
وحدٌ هنا يجمعني برفيق دربي فصرناه... حتّى صار وحدُنا جمعا... و صرنا مجرّة...

قبّلي يا أمّ عنّي كلّ من أحبّ كي يقبلوكِ أكثر منهم جميعا عطفا لقبلاتي... و احضنيهم جدّا، كي يحضنوكِ عطفا لحضني... فبي يا أمّ بحجمها شوقٌ و أكثر...
.
.
.



عبلة الزّغاميم
23-1-2014