أنا ما كنتُ لأدري أيّ الأسماء سأختارُ إذا ما عرضوا اللّون الأخضر، هذا إن لم يخبرني أحدّ أنّ اسمه أخضر... سأناديه بأحسنت ربّما... أو بـ وااااااو.... أو بـ عيونِ مفتوحةٍ تُغلَقُ على مهلٍ لتأخُذَ الرّئتان شكل السّلام..
و ما كنتُ لأدري... كيف سأمسك بالإبرةِ لأقطب ثقبا في حاشيةٍ ولّت، و جاء عليها بعد القحط عجافٌ سبعٌ... عشرٌ.. أو....... ما شاء الله لها، أنا... كنتُ سأصمتُ أبحثُ في كفّي عن مهربٍ عبر الزّاويةِ اليسرى... أو.... عبر مكبّر الصّوت بين حشود المجتمعين لمباراةٍ أو حفلٍ فنيّ أو خطاب الملك الكازاخستانيّ لشعب البرتغال يحدّثهم فيه عن كيفيّة وضع " الكاتشب " على شريحة اللّحم لتبدو ألذّ و أطيب....
أنا لا أدري...
حين أكوّم مقالا علميّا آخر فوق الكومات المهملةِ و يُطلبُ منّي جمع المعلومات على رغيفٍ كي يُطعِمَ الحمام.... لا أعرف كيف سأصفّ الكلمات... سيهدلُ الحمام في دمي بفطرته... فأرمي له الجوع بفطرتي... ثمّ نشيّع بعضنا لبعضنا و ننام...
أنا لا أدري....
ما معنى أن تجيء طفلةٌ بصوتِ الورد... تطرقُ الصّوت بخفّةٍ فتردّ النّوافذ عليها بزفيرٍ يسمح للأبواب بأن تُغلق بإحكامٍ كي لا يطالها ما لوّثهُ المنتظرون للقطارات و الحافلاتِ الصّغيرةِ و الحافلاتِ الكبيرةِ، و من يجمع إيجاراتِها... و من يسرقُ منهُ فيسرقُ منه من هو أكبر و هكذا....
أنا لا أدري...
كيف سيجتمعُ الكون في دفتري... ثمّ أفضّه ثمّ تُقلقُ ذبابةٌ وهجَ المصباحِ الكهربائيّ الّذي يضمّه السّقف لكي أفتح لها النّافذةَ فتهربُ منّي إلى كون الله كي لا يأتيني خاطرُ الإبادةِ فأصفعها حدّ الموت....
لا أدري...
ثمّ أهوي إلى آخر النّصِّ
فأنتصفُ
ثمّ يكتملُ، فأصير ربعه أو أقلّ
ثمّ يبدأ صفحةً أخرى
فأزداد صغرا
ثمّ تأتيني أمّي في المنامِ تهزّ قلبي
أبتسمُ و أفتح عيني كي أراها... لا أراها
لا أراها
.....
و أزداد صغرا..
لا أدري
أتلاشى شيئا كثيرا.. ثمّ أتكوّم على ما تبقّى منّي، أغلّفه بورقِ المصنع القريب من بيتِنا، كي يتعرّف عليّ صاحب المنزلِ إذا ما عبرتُ باب البنايةِ ولا يفزع!!!

ماذا كنتُم ستسمّون اللّون الأخضر؟؟؟
.
.
.
أنا كنتُ سأسمّيه " أبهى "... ثمّ لن أدري




عبلة الزّغاميم
2-2-2014