بعيد أنت يا وطنيّ
قصيٌّ
باهتٌ
سكّرٌ كثيرٌ و رشّةُ ملحٍ تُرابُك
حشرجةٌ صوتُك في دمي
بحّهُ الغيمُ إذ لم يأتِ..
و أنا انزويتُ.. صمتُّ
بكيتُ كثيرا
كطفلٍ عاقبوه باليُتمِ
ف فرّ من الكلام
...
و إذا رفعتُ يديّ أوجِزُ
كي
يكفي دعائي فيما أتى و سيأتي
فأنا فررتُ يا وطني
و يعاقبون الّذي فرّ بالصّمتِ
حتّى يسرق.. فيصيرَ حميما
و خاطري... كيسٌ تعلّق في الحجارة
حينما
صادتهُ ريحٌ.. كلّما أشرقت... و شرّقت
عرفتُ لون عيني كيف يبدو عائما
....
يا وطني
متى أضمّ يدي على يدي
فلا تضيقُ على يدي يدي
و لا تصيحُ أصابعي من فراغ أصابعي الضّيّقِ
و أردتي كفّي كما يوما وُلدتُ دونما
يحطّ في يدي الكبارُ خوفهم عليّ
لأرضعه
.....
ملحٌ تراب هذي الجنّة
و رمادُك الجنّة
اصبب على كفّي هواءك زمزماً
و الجوع كال " حِنّا "
أنا ما عرفتُ بأنّ صوتي خائف
فقط استدرتُ ألمّ من خوفي الكلام
فتراشقت كفّي.. و تسايلت منّي حروفك
فانزويت
بكيتُ حتّى غادرتْ
من يُتمي القصيدةُ غادرت
و بقيتُ وحدي
لا الشّوارع تكتفي صمتي.. لا الظّلام
ولا المدنُ الكبيرةُ تعرفني شريدة
فالتّشردُ حرفةٌ و أنا عاطلةٌ عن احتراف الجوع
في غير عنوان الجريدة
...
الجوعُ يا وطني في سواك باهتٌ
لا لذّةٌ تعلوه إذ لا
أتقاسم الأشياء مع عشرٍ
ولا برد المنام
و لا ألمّ العود فوق العود في بردٍ
تفرّد بالعِظام
الكلّ يا وطني يقهقهُ باهتا.. أو باهتةْ
و أنا أحاول أستعيد نَضارتي
و براءة المخزون من يومٍ تعلّق في الزّحام
...
الجوع يعني أن أكون وحيدةً
كفّي يصفّقُ عاليا
لا أسمع الأصداء إذ لا كفّ يرجعه الصّدى
ثُمْ أنزوي
.
.
.

عبلة الزّغاميم
11-2-2014