عشبـة الخلـــود



قد تختفي النجوم ُ
قد تندثر البحار والقفار ْ
تميــل ُ عن مسارها كـواكب السماء
وتخنق المدار ْ


قد تغلق الشموس باب ضوئها
وتـُسدل ُالستـار ْ
لكنك ِالأمـد ْ
وسرمد ُ الضياء والأبــد ْ
وأنـك البهيــة ُالتي حباها الله ُ بالفخار ْ


يا رشفة الظمآن في مجمرة الهجير ْ
وروضة تزهو بها الأطيار والغدير ْ
بغداد يا شهية الثمار ْ
ضنَّ عليك ِالغيمُ والنهار ْ
فأجدبتْ واحاتك ِالخضراء حيث استـُلـِب َ النـُضار ْ
وغادرت حمائم الأفراح سعف َ نخلة ٍ
برْحيّة الأعذاق والظلال ْ
واحتـَضـَر الـَهـَزار ْ
من حيف ِ من دنسها بوطْأة الشنارْ


يارمح (أنكيدو) الذي
قد رهّـلت ْ قامته حواجز التتار ْ

قوادم ٌ قد شرّقتْ
وغرّبتْ خوافي الصباح ْ
وشدّدت قبضتها الرياح ْ
فاندثر الجناح ْ
وبات باحتضار ْ


ياعشبة الحياة
(جلجامش) الباحث عن بارقة انبهار ْ
طاب له المكوث فوق دجلة الخلود ْ
وغادرت (دلمون ) ساح أفقه ِ
وانتأت البحار ْ


يادوحة َ العلياء ِوالآمال ِوالشموس ْ
يابهجة النفوس ْ
ياقبلة النجوم والطقوس ْ


أنت ِ لكل كوكب مــــدار ْ
وغيمة مثقلة الأمطار ْ
الشوك في رباك ِ
جلـّنار ْ
وفي ربوع ِ حضنك ِ
القرارْ


وانك الفنارْ
للركبِ ,للسفين ِ،
للمسار ْ
لكل حر ٍثائر ٍ
قبلته المجد بلا غبار ْ

لا مجد لي
دونك يا نوّارة النهـارْ
أنت ِالتي تفتـّحَـتْ
ملء دمي زنبقة
وازدَهـَرَت ْ أغنية
أطربت الديار ْ


وأنت ِأنت ِ أضلعي
ومهجتي
وراية
يزهو بها المنــارْ