هشام الصباح
.
.
هــا عــاد ثانـيـة يـــا صـاحـبـي الـعـيـد
والــــروح مـتـعـبـة والـقـلــب مــهــدود

فــلا العصافـيـر غـنـت فــي مهاجـعـهـا
ومـــرة هـــن فـــي حـلـقــي العـنـاقـيـد

يــــدق بــابــا إذا مــــرت عـلــيــه يـــــد
أطــلّ مــن خـلـفـه ( هـــم وتسـهـيـد )

أذا هــو الـعـيـد ؟ شـيــخ هـــدّ كـاهـلـه
مـعــلــق بــعــصــا يـقـتـاتـهــا الــــــدود

أم ذا هـــو الـعـيــد ؟ يــــوم لا نـمـيــزه
ولــيــس فــــي حـمــلــه إلا الـتـنـاهـيـد

كــنــا نـرجّـيــك لـلأطـفــال تـفـرحـهــم
وكــــم أمـلــنــا فـجـازتـنــا الـمـواعـيــد

تــكـــاد تـســمــع لـــلآهـــات هـمـهــمــة
فـي كـل بيـت لـهـا فــي الـحـي تـرديـد

فـــي كـــل بـيــت مـــن الآلام حـاجـتـه
فــهــل أمــلـــت سـتـلـقــاك الـزغــاريــد

يــا عـيـد كــل هـمـوم الخـلـق تسكـنـنـا
وبــح صــوت المغـنـي واهـتـرا الـعـود

مـاذا أقـول وأهلـي فــي الــورى شـيـع
بـكـم إذا استنطـقـوا صــم إذا نـــودوا

أتنكـصـون حـــذار الـمــوت يخطـئـكـم
والـعـمـر والـــرزق مـحــدود ومـعــدود

لـو أن إخواننـا فـي الديـن مــا قـعـدوا
لــمــا تــجــرّا عـلـيـنـا الــيــوم رعــديــد

ويـمــكــرون وعــيـــن الله تـبـصــرهــم
ويـجــمــعــون لـــنــــا والله مـــوجــــود

الله أكـــبـــر مـــمـــا يــمــكــرون بـــنــــا
ومـــــن وراهـــــم زنــاديـــق عـرابــيــد

ومــن حـصـار عـلـى أطفالـنـا ضـربــوا
عــلـــى بـنـيـهــم بــأمـــر الله مــــــردود

يـــؤلـــب الأخ والأعــــــداء شـــرذمـــة
تقـول لـو أنصـتـوا للعـقـل مــا عــودوا

ظـــن الـشـقـي بـــأن الـمــوت يـرهـبـنـا
ونحن أحفاد صحب المصطفى الصيد

ونـحـن قــوم إذا نــودوا إلـــى شـــرف
لـــم يثـنـهـم عــنــه تـهـويــل وتـهـديــد

إذا تبـاطـا كبـيـر الـقــوم عـــن شـــرف
هــبـــت تـسـيــجــه مـــنـــا الـمـوالــيــد

نـعـض كـرهـا عـلـى الآهــات نحبـسـهـا
والـنـصـر بالـصـبـر والإيـمــان مـعـقـود

هـنـا بـغـزة.. فــي جـنـيـن فـــي رفـــح
نــرى الـشـهـادة عـيــدا دونـهــا الـعـيـد

سلـوا المخـيـم هــل خــارت لـنـا هـمـم
أو نـال مـن عزمنـا فـي الأرض نـمـرود

سلوا المخيـم فـي جنيـن هـل نكصـت
راياتـنـا الـخـضـر أو أعـلامـنـا الـســود

أهـلـي أنــاس لـهـم فــي الـعـز فلسـفـة
صوفـــي الـشـهـادة لـــو تـــدري تـقـالـيـد