هذه القصيدة وصف لصورة فتاة تجلس بجانب النهر قد أرسلت عيناها الى الأرض ووجهها مرسوم عليه الحزن والكآبة وشعرها جزء منه جهة الشمس يلمع مصفرا وجزء منه مسود لاتصل له الشمس لوجود الأشجار وجسمها عامة ثلاثة أرباعه تصله الشمس وربع عليه الظل .
واسم صاحبة الصورة رشة عطر .
أعتقد كذا دخلتم في أجواء القصيدة
رشي عطوركِ في النادي ورشيني
لعلَّ عطركِ بعدَ التيهِ يؤويني
إني امرؤٌ تعبٌ تاهت سفينتُهُ
فهل بشاطئكم ترسو وترسيني
رشت قليلاً على شعري فقلتُ لها
لقد رششتِ على شعري فرشيني
فأرسلت طرفها للأرضِ من خجلٍ
وغمَّزت خدها المحمرَّ كالتينِ
لكنَّ غمازتا الخدينِ مالبثت
أن ضمرت من رزايا قلبِ مشجونِ
والشعرُ في الكتِفِ اليمنى تقوسُهُ
كحرفِ سينٍ على سينِ على سيني
خصلاتهُ لضياءِ الشمسِ عاكسةٌ
مثل المرايا بضوءِ الشمسِ ترميني
من شدةِ الضوءِ في زاهي جدائِلِهِ
حسبتُها لهباً في ثغرِ تنينِ
والجانبُ الآخرُ الظلماءُ تسكنهُ
يبدو كليلٍ بطولِ الهمِّ مسكونِ
فربعُها ظلمةٌ والباقِ يسكنُهُ
ضوءٌ بما حوتِ الحسناءُ يهديني
تبدو وقد جاورَ الأضواءُ ظلمتَها
كالقلبِ إنْ تاهَ بينَ الفسقِ والدينِ
بجانبِ النهرِ كالمسكينِ قد جلست
شكت وبثت لهُ أناتِ مسكينِ
مكسورةُ النفسِ في الأحزانِ غارقةٌ
في منظرٍ بائسٍ باليأسِ مشحونِ
عجبتُ من حسنها الطاغي فقلتُ لها
هل انتِ فاتنتي حوريةُ العِينِ
تلكَ التي قيلَ يوماً أنها هربت
من جنةِ الخلدِ في أسطورةِ الصينِ
قالت وقد دُهِشَت ماذا ؟! أتسخرُ بي
أنتَ امرؤٌ فاجرٌ قد جاءَ يغويني
فقلتُ بل تائهٌ قد جاءَ يسألُكم
لاتعبثي في فتىً بالحسنِ مفتونِ
قالت وقد ضحكت إني التي نزلت
إلى شهيدٍ ثوى في حربِ تشرينِ
قد أفحمتني ولكني فتىً فطِنٌ
فقلتُ إني شهيدٌ لا تصديني
هيا خذيني إلى الفردوسِ في عجلٍ
إني شهيدٌ قضى في حبِّ ميسونِ
قالت وقد قهقهت ميسونُ جنتُها
وسْطَ المدائنِ لا تجهل فتشقيني
أنا منَ العينِ فابحث في مدائنِكم
ياعاشقَ الحورِ عن حوريةِ الطينِ
وقل لها يا رشا يامن علقتُ بها
في القلبِ رشي عطورَ الحبِّ تحييني
هذا فؤادي بلا شيءٍ أسلمهُ
لكم فأحيي فؤادي أو أميتيني

رد مع اقتباس

