قالت سعادُ بهذا اليومِ تنصحُني
إنَّ البنات غثا يا فارسَ الشعرِ

فقلتُ أهلاً وسهلاً بالتي نصحت
والآنَ سوفَ أسوقُ الرد للبدرِ

كلامُ حقٍ ولكن قد يُرادُ بهِ
ياصاحبي باطلاً في آخرِ الأمرِ

ياشاتمَ الغيدِ مهلاً أنتَ أولُهم
بل أنتَ قائدُهم إن كنتَ لاتدري

بل أنتَ أفتنُهم بل أنتَ أكذبُهم
قولاً وأذكاهمُ في الكيدِ والمكرِ

ماكنتَ تكذبُ إلا كي تعاندَ أو
إذا سألناكَ في يومٍ عنِ العمرِ

بغيرِ ذاكَ وهذا أنتَ أصدقُهُم
لولا الحِجا كنتَ أنتَ الأجملَ المغري

العمرُ منكَ إلى فعلولَ متجِهٌ
والقلبُ فيكَ على العشرينِ بل عشرِ

تلهو كطفلٍ سعيدٍ من براءتِهِ
والناسُ ترميكَ من ذا اللهوِ بالفخرِ

وأنتَ فارسُهُم حرفاً وأقدرُهم
في لعبةِ الوصلِ بينَ المدِّ والجزرِ

إنْ كنتَ تجهلُني فالقلبُ يعرفُني
لما اقتحمتُ عرينَ القلبِ بالشعرِ

فتحتُهُ عنوةً إني لمقتحِمٌ
ولا أدقُّ على بوابةِ القصرِ

وضعتَ رجلاً على رجلٍ بقصركمُ
وأنتَ ترنو إلى التلفازِ في الظهرِ

من قهوةِ الرومِ لم تشبعْ وأنتَ ترى
فلماً بطولةَ رعناءِ ابنةِ البدري

فدىً لرعناءَ قلبي إنها ولِهَت
فما استطاعت تردُّ النارَ بالصبرِ

لقد تفجرَ من بركانِ غيرتِها
بركانُ شوقٍ أمدَّ الجمرَ بالجمرِ

مددْ مددْ يا ابنةَ البدرِيِّ في عجلٍ
لكن بلا زلةٍ منكم بنا تزري

قد قلتِ شيئاً ورب الناسِ يشهدُ لي
زوراً على نيزكِ الأخلاقِ والخيرِ

فديتُ شاتمةً للغيدِ قد نصحت
كانت لنا ذاتَ يومٍ شيخةَ الزهرِ

هيفاءُ إنْ أقبلت من كل ناحيةٍ
كأنها ظبيةٌ تسعى إلى النهرِ

لتشربَ الماءَ في الفيومِ من عطَشٍ
والليثُ يرمقُها في مشهدٍ حصري

على مدائِننا مابينَ لوحتِها
وبينَ شعري فَرُعنا الناسَ بالسحرِ

سحرانِ سحرٌ لهيفاءٍ مدللةٍ
وسحرُ شعرٍ رمى الهيفاءَ بالدرِّ