أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: معنى السماء في القرآن

  1. #1

    افتراضي معنى السماء في القرآن

    إذا كانت جمعا(السماوات)فحسب قواعد اللغة يكون المعنى متجها إلى الذات أي السماوات بذاتها التي منها سماؤنا الزرقاء .
    وإذا كانت مفردة(السماء)فالمعنى يتجه إلى الصفة أي العلو قال الله سبحانه وتعالى عن النخلة( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)والنخلة ليست في السماء بل في العلو .
    والعلو يختلف لكن كله سماء حتى نصل إلى العلو الذي مابعده علو والشيء يكون موجودا في السماء والسماوات .
    قال تعالى(ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ( ١١ )فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ . . . ).
    لاحظ ترتيب المعاني كانت سماء ثم جعلها الله سبع سماوات فهي الآن سبع سماوات وسماء واحدة يعني العلو .
    إن شاء الله أكمل للاحقا

  2. #2

    افتراضي

    سماء في اللغة أصلها سماو تطرفت الواو بعد ألف فقلبت همزة مثل صحراء أصلها صحراو وبناء أصلها بناي لأنها من بنى يبني وسماء أصلها سما يسمو سمواً فالألف في سما أصلها واو سَمَوَ انفتحت الواو وانفتح ماقبلها ففلبت ألفا والسمو هو العلو .
    في البلاغة الكلام ثلاثة أشياء مسند وهو الفعل والخبر ومسند إليه وهو الفاعل والمبتدأ تقول اجتهد زيد وزيد مجتهد أستندت الاجتهاد إلى زيد وهذا هو معنى الإسناد والثالث يسمونه القيود وهو باقي أبواب النحو مثل الظرف والحال تقول مثلا جاء زيد صباحا فتكون قيدت الفعل أي المجيء بظرف الزمان صباحا ولو حذفته تصير الجملة جاء زيد فيكون الكلام غير مقيد بوقت معين .
    هذه الأشياء الثلاثة يكون في كل موضع لها أنواع مثلا(زيد مجتهد - زيد يجتهد)عندك خياران إما أن تخبر عن زيد بالاسم وإما أن تخبرعنه بالفعل حسب الغرض والمقام أي الحال الذي يذكر فيه الكلام ومن الأشياء الدقيقة كمثال إذا كان غرض المتكلم إحضار المسند إليه في ذهن المخاطب بتعريفه فإن المتكلم يختار النوع المناسب فإذا كان المخاطب يعرف اسم المسند إليه فإن المتكلم يختار الاسم العلم لأنه أيسر الطرق لإحضار المحدث عنه في ذهن المخاطب وغير الاسم العلم أسهل طريقة لإحضار المحدث عنه في ذهن المخاطب هي التعريف بالإضافة مثلا واحد يعرف إن صاحبنا شاعر الطبيعة محمد أبو كشك صديقي ويبغا يسألني عنه لكنه نسي اسمه فقال لي دكتور الجلدية الذي في منتدى الواحة فأحضره في ذهن المخاطب بتعريغه بالإضافة(دكتور الجلدية)لأنه لايوجد دكتور جلدية في الواحة إلا الدكتور كشك .
    كل هذه الثرثرة عزيزي حتى ترسخ هذه الفكرة في عقلك فتتقبل الذي سأقوله قبولا حسنا قال تعالى(أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)لم يقل(أأمنتم الله)بل ذكر نفسه سبحانه بالصفة يعني مذكور بتلصفة وليس بالاسم العلم وهذه الصفة هي(من في السماء)وليست(الذي في السماء)(من الموصولة)أقسم بتلله أنها تعني أن الله سبحانه وتعالى في السماء بذاته لأن استخدام(من الموصولة)للتعبير عن الذات واستخدام(الذي)يناسب الصفة(سبحان الذي أسرى بعبده...)الحديث عن الصفة الإسراء .
    لاحظ(أن يخسف بكم الأرض)أي أن الآية فيها السماء والأرض أي أن الصفة الإلهية العظيمة(من في السماء)ناسبت ذكر الأرض والله أعلم .
    معنى(مَنْ في السماء)مثل(فامشوا في مناكبها)أي عليها وليس فيها أي من على السماء .
    هنا السؤال المهم:ما المقصود بالسماء في هذه الآية؟
    قلت لك اختيار المسند والمسند إليه والقيود ليس عبثا وأقصد هيأة الكلمة ونوعها في التركيب فالصفة(من في السماء)ناسبت ذكر الأرض فيصير كل الوجود أو كل شيء هو أرض وسماء في هذه الآية فلابد أن تكون السماوات السبع جزء منها وقد تكون هي أقصد أن السماوات السبع ليس فوقها سماء أو فوقها سماء الله أعلم .
    إذاً قررنا أن كل شيء غير الأرض هو سماء والأرض في آية جزء من السماء(ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها(وللأرض)ائتيا طوعا اوكرها قالتا أتينا طائعين)لم يقل ثم استوى الى السماء والأرض بل السماء فقط ثم قال(فقال لها وللأرض)فيكون ذكر الأرض هنا هو ذكر الخاص بعد العام والسماء في هذه الآية هو الكون إذ كان في حالة غازية .
    (وينزل من السماء رزقا لكم)
    أي المطر وكلمة(رزقا)مجاز مرسل موضوعة موضع كلمة(مطر)لعلاقة المسببية يعني المطر سبب في وجود الرزق أي المزروعات فكلمة سماء قد تدل على السحاب لأن السحاب في السماء .
    إذاً السماء في القرآن ثلاثة أشياء حسب رأيي:
    ١- السماء التي عليها الله سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه وهي السماوات السبع فقط أو السماوات السبع وسماء أو أكثر الله أعلم بهذا .
    ٢- السماوات السبع لأن الله سبحانه وتعالى قال(ثم استوى إلى السماء وهي دخان)أي في حالة غازية ثم قال(فسواهن سبع سماوات)أي السماء التي كانت دخان .
    ٣- مكان في إحدى السماوات السبع مثل النخلة(وفرعها في السماء)أي فوق الأرض مثلا عشرين متر وهذا العلو هو جزء من سماء الأرض التي تقع في السماء الأولى .
    يتبع بإذن الله تعالى