بنت الفرنجة قد أتتنا "سائحة"
ترنو إلى طللٍ تجُــسّ ملامحَهْ
كـمْ سائحيــن بنارها قــدْ ذُوّبوا
وعلى خطاها العين تقنصُ سانحـة
"عفت الديار " وعينها لمّـا بكتْ
هي لم تقفْ عند التذكر نائحة
الوجــه لون الثلج خالط حُمــرةً
والشَّعــر أشهر للظلام مصابحهْ
عطشتْ فقلت الثلج يسقي بعضهُ
..أم أنّ لبّ الثلــج نارٌ لافحـــة؟
شـحّ القماش على امتدادِ قوامها
فإذا مفاتنها استبدّتْ جامحة
يخطو المشاة على توافق سيرها
راح الغداةُ إذا المليحة رائحة
يا من تعلّق ناظراه بخطوِهــا
إنْ يبرح المرصودُ لستَ مـُبارِحَه
أمليكةٌ .. والنحل يُحشــدُ حولَهــا
ضيقتِ من درب العبــاد فسائِحــَهْ
مال الشمال على اليمين مصافحاً
أيّ المسالك لم تعد منْ واضحة
وعقارب الساعات أدبرت الخطى
فاليوم حطّ رحالهُ في البارحة؟!
ترنو وفي يدها الخرائطُ واللوا..
ئحُ .. نجمةٌ تومي إلينا لائحة
الكاشحون على خطاها أُلّفوا
كلّ القبائل إن قضتْ- متصالحة
الكلّ أمسى ترجمانُ لسانها
فإن انتهوا .. لغة الإشارة صالحة
لا تنطقوها العين .. يُخدش حلقُـها
فحروفكم يا أهلَ يعرب جارحة!
يا من شكا لوكيع من نسيانه
في نظـرةٍ .. أقرئْ بنيكَ الفاتحة
يا أخت " إيفانكا" سواءٌ فاغمزي
أو فاغنجي .. لسنا ممالك مانحـة
صفــر اليدين .. جرابنا ملئتْ منى
وقلوبنا بالبشر دوماً طافحــة
هذا فؤاديَ غُلّقت أبوابهُ
ما كان حسنكِ أن ينال مفاتحهْ
لم يبقَ منْ مجـدٍ سوى الأطلال فالـــ
ـْتَمِسي من الآثار عَــرْف الرائحة
يا بنت ! والأطلال بعض كتابنا
فتأمّـلي .. كي تدركيــن فواتحهْ