أقصى الزمان مهاجراً في الأزمنة
من دمعة الحزن الذي قد أدمَنه

حجرٌ كرأس يعتلي المنفى، كمن
في السيل تسحبه المروج الطاحنة

"وطناه" أصرخ موجعاً يا موطني
فتصدني بنت الذين الماجنة

فئةٌ توزع ميّتاً كقرين قرآنٍ
وأخرى قحبةٌ كالمؤمنة

في مجلس النواب أضحى القرد
خطّاباً، ضباع الأمس أضحت مذعنة

في شاشة التلفاز أهوالٌ
ودجالون من كل الرزايا الواهنة

وطني وقد هجروه في قاب الرصاصة
والخرافات استوت مستوطنة

يا موطني حتى متى ألقاك مهدوراً
على كل المآسي المحزنة

قلبي تفطر في الغياب وفي خطاي
قذيفةُ المنفى تؤازرني الهِنة

والحاكمون اليوم أضحوا قصةً
هزلية، جمعيةً وبلا زنة

إنسان هذا اليوم في بلدي استوى
شبحاً يفتش عن طريق الأنسنة

شيطانُ مَن هذا الذي تبعوه في
كل المعارك والحروب المزمنة

إبليس قف، قل لي لمن وَسوَست في
بلدي؟.. فقال بخيفةٍ لا شيطنة!!

المكر للإنسان ألعنُ حيلةٍ
تمحو الوساوس، تستبيحُ الأمكنة

ففزعتُ أصرخ بي: لماذا موطني
ذبحوه في كل الروابي الدائنة؟

الحربُ دَينٌ مثقلٌ عنق البلاد
خلاصة القتلى كنار المدخنة

فيشدني فزعي إلى أعلى ويسقطني
إلى بئرٍ بأخبار السنة

وأصيح ما ذنبي وما ذنب الصغار
مع الكبار وذنب تلك المحصنة؟

صوت ضئيل من رمادٍ غابر:
الكل أهداف الرصاص المُعلنة

فلمن نموت؟ لمن نعيش؟ لمن نرى
أرواحنا طعماً لأهلِ القرصنة

وأعود، يأكلني سؤالي مرة
أخرى، وتلفظني الإجابة ساكنة

حجرٌ كرأسي أم دخانُ بقيتي
هذا القويُّ بداخلي مَن أوهَنه؟

والشعب قد سلخوه أحزاباً
جماعاتٍ، وفي كل المخاوف قاطنة

من لم يَجد خيلاً (تَحوَّث) مثلما
طهران تنكح في بغال (الأخونة)

والنجمة الحمراء فرجُ عجوزةٍ
فقدت بكارتَها لكل الأثمنة

ماءُ الحقيقةِ مَرة شربوه في
عجلٍ، ولي تركوا المياه الآسنة

قالوا أمينٌ جاء كي يروي ظَما
صنعاء، فيها مزحة يا آمنة

كم برهنوا كذباً وكان الشعب
منظاراً خبيراً تزدريه البرهنة

ضاعت بلادي، والطريقُ بعيدةٌ
سِرنا وقد أضحت مقابرَ ألسِنة

بحرٌ من الموتى تقاذف قائل
وجع الشمال تئن فيه الميمنة

يا هاجسي دعني، فكم من صفعةٍ
تكفي القصيدة، والجراح المثخنة؟

سبعٌ من السنوات، ويلُ بلادنا
حرباً تقطعنا وتأتي الثامنة

فمتى الخلاص؟ ألا خلاصَ لنا بها؟
يا لعنة الدنيا.. الحكومة خائنة

واليأسُ شعب نائم في جهلهم
كبروا.. بكل خرافة كالسرطنة

فلتسرعوا للصبح، كم قلنا لهم
يا موطني، فتسارعوا (للقطرنة)

والآن يجمعنا ترابك للردى
في كل شبر من ترابك سلطنة

بح الصدى فينا، نصيح جميعنا
هل من خلاص أو حلولٍ ممكنة

وأعود وحدي للبداية والذي
رفع السماء مهاجرٌ في الأزمنة

وأعود من أقصى الزمان بهاجسي
أجثو على رأسي وأقتل ساكنه
..
#إسماعيل_القبلاني
حجر كرأسي أم دخان بقيتي
من المنفى تحديدا : موكبو كوريا الجنوبية
٢٣ يونيو ٢٠٢١م