الشَّمْسُ تَسْكُبُ نُورَ القَلْبِ وِجْدَانَا
وَتَمْلَأُ الفَجْرَ نَبْضَ الحُبِّ أَلْحَانَا

لَكِنَّمَا الخَوْفُ فِي المِصْبَاحِ مِنْ وَهَنٍ
يَرَى النُّجُومَ جَمَالَ الكَوْنِ بُرْكَانَا

إيمَانُنَا وَطَنٌ فِي الحُبِّ مُنْغَمِسٌ
وَسَوْفَ يُنْبِتُ بَيْنَ الشَّوْكِ رَيْحَانَا

مَا كُنتُ أَحْسَبُ أَنَّ القَهْرَ فِي وَطَنٍ
سَيُنْبِتُ الذُّلَّ فِي الأَحْرَارِ أَحْيَانَا

مَا العَيْنُ تَدْمَعُ لَوْلَا القَلْبُ يَنْزفُهَا
وَهَلْ سَيُولَدُ إِلَّا العَزْمُ إِنْسَانَا

شَهْدُ الحُروفُ يَزُفُّ النُّورَ فِي مُهَجٍ
كَي يَطْرَبَ القَلَمُ الْمِعْطَاءُ جَذْلَانَا

فَالشِّعْرُ تَحْتَ ظِلَالِ الفِكْرِ قَمْحُ رُبًى
وَسَوْفَ يُزْهِرُ أَمْجَادًا وَأَوْطَانَا

قَدْ كَانَ لِلرَّوْحِ عَهْدٌ فِي مَنَابِعِهَا
وَلَنْ يَجِفَّ بِهَا نَهْرٌ مَتَى كَانَا

نُورٌ يَشِعُّ مِنَ الوِجْدَانِ مُنْبَهِرًا
بِمَوْلِدٍ جَعَلَ الإِسْرَاءَ عُنْوَانَا

يَا سَيِّدِي نَزَفَ الأقْصَى مَوَاجِعَهُ
وَفَجْرُ أُمَّتِنَا مَا زَالَ عُرْيَانَا

يَا سَيِّدِي سَجَنَ الأَعْدَاءُ صَفَوْتَهُ
فَبَاتَ بَيْنَ جُذُورِ القُدْسِ حَيْرَانَا

مِنْ بَعْدِكَ العُرْبُ أَسْيَادٌ لِمَلْحَمَةٍ
سُيُوفُهَا انْغَرَزَتْ فِي قَلْبِ أَقْصَانَا

لَبَّيْكَ يَا قَمَرَ الأَكْوَانِ يَا أَمَلًا
تُعِيدُنَا وَطَنًا حُرًّا بِهِمْ هَانَا

إِنِّي افْتَدَيْتُكَ بِالدُّنْيَا وَزِينَتِهَا
رُوحِي وَنَبْضُ دَمِي يَأْتِيكَ رِيَّانَا

كُلُّ المَوَاجِعِ مَهْمَا أَمْعَنَتْ شَطَطًا
بِنُورِ وَجْهِكَ يَعْلُو الحَقُّ بُرْهَانَا

خَيْرُ الأَنَامِ هُمَامٌ عَاشَ فِي أَنَفٍ
فَكُلُّنَا صُوَرٌ تَنْسَابُ أَكَفَانَا

يَا أُمَّةً رَفَعَتْ هَامَاتِهَا رُسُلٌ
قَدْ أَذَّنَ الفَجْرُ وَالأقْصَى مُصَلَّانَا
.
.
جهاد بدران
(أم صهيب)