قُصاصَةُ نَعيٍ فـي زَوايا التَّواصُلِ
وومضةُ تِذكارٍ بسَطرِ الوَسائلِ
ومن بعدِها النِّسيانُ يَطويكَ بُردُهُ
فلا سائلٌ يَعنو ولا مِن أفاضِلِ
أفـي هذهِ تَقضي حَياتَكَ غَافِلاً
وَكم شاعرٍ أضناهُ فِكرُ التَّغافُلِ
وكم مِن أديبٍ ذاعَ صَوتُ ضَميرِهُ
إذا غابَ عنَّا عزَّ جَرسُ الخَمائلِ
بأيِّ مِدادٍ فـي غدٍ يَصدَعُ الهَوى
وقد جفَّ ضِرعُ الباذلينَ الأوائلِ
وكيفَ يرودُ الظامؤونَ وقد نأتْ
عنِ الذكرِ والمَعنى غيوثُ المَناهِلِ
وَأينَ خلودُ الطامحينَ إلى الذُّرى
أمِ اغتَرَّ بالدُّنيا سَرابُ الجَحافلِ
فيا حبَّذا الرُّجعى إلى روحِ طاهرٍ
ووصلِ رَؤوفٍ طَيِّبِ القلبِ كامِلِ
ويا حَبَّذا هِمَّاتُنا فـي ظِلالــــهِ
فذكراهُ تبقى فـي سَماءِ المنازلِ
إذا رُمتَ ذكرىً للخلودِ بهذهِ
وآخِرةٍ تؤويكَ مِن غَيرِ كافلِ!
فلا تنسَ ريحانَ اليقينِ ونهضةٍ
بفكركَ تُحييها حِسانُ الشَّمائلِ
ومن بعدها تحكي النَّسيبَ مُتيَّمًا
معَ القلبِ تَستَهدي قُدودَ العَواقلِ
بها ترتقي الوصْفَ العجيبَ مُغرِّدًا
يُناجيكَ بالألحانِ سِربُ البلابلِ
حنانيكِ عودي روِّحي هَمَساتِنا
وجودي على نَبضِ الفؤادِ بوابلِ
من الودِّ والتحنانِ يشفي غليلَنا
أعيدي معَ الأشواقِ لحنَ الخَلاخِلِ
ونجوى الليالي حيثُ نورُ سَميرِنا
يُمنَّي رؤانا بارتشافِ الشَّمائلِ
على شَفَةِ النُّعمى نطيلُ حديثَنا
بـه يستردُّ البَوحُ هِيفَ الرَّسائلِ
ونستقبلُ الإيثار محضَ حَبائبٍ
أقاموا على الأيامِ صرحَ التَّفائلِ
سَلي منحةَ الأزهار عن نَفَحاتنا
وعن واردِ الأعماقِ سِحرِ الأناملِ
وكيفَ استهلَّت بالجمالِ قريحةٌ
إلى غَدِها يعنو رضابُ الدلائلِ
بلا تَرفٍ تشتقُّ مسكَ ختامِنا
قُصاصةَ نَثرٍ مِن قَصيدةِ باسِلِ