الوداع
ودّعِ القلبَ واتركِ الذكرياتِ
عاكفاتٍ على الرُّبى النائياتِ
قد طوتْها القفارُ غيرَ نداء
لا يَني يجْتديكَ بعضَ التفاتِ
لا تَلَفَّتْ فإنّ طَيْبةَ نادتْ
إنّني البعثُ بعدَ طول السُّبات
إنّني الفجرُ مَنْ لبثْتَ طويلا
باحثاً عنهُ في دُجى المظلمات
الانطلاق
يا سيوفاً تَرَبَّصتْ عندَ بابي
مُصْلَتاتٍ إلى دمي ظامئاتِ
أكذاكُمْ جزاؤكم مَنْ دعاكم
لنعيمٍ يدومُ في الجنات
أنثرِ الرملَ فوق هاماتِ قومٍ
هائماتٍ عن الهدى معرضات
أّرحلِ الرَّحلَ يا أبا بكرَ إنّا
نتركُ اليومَ معشرَ الأموات
كمْ سنينٍ تَصَرَّمَتْ ليس يُجدي
قاحلَ الأرض صيِّبُ المُعْصِرات
في الغار
يا أبا بكرَ ما بكاؤكَ ؟إني
في سبيل الإلهِ ما أنا آتِ
لستُ أبكي -أيا حبيبُ_ حياتي
في رضا الله كلُّها ومماتي
إنّ دمعي عليك، فقدُكَ نعيٌ
للهدى والضيا وصوتِ الدعاة
وعلى الغار ثلّةٌ من خيولٍ
برماحٍ إلى الردى مشْرعات
يا صديقي وصاحبي ورفيقي
في دروبي على مدى الأوقات
إنّما الثالثُ الإلهُ فماذا
قدْ تخافُ الغداةَ مِنْ نائبات؟
سراقة
ها هو الموتُ مِن وراءكَ تأبى
أشجعَ العالمين أيَّ التفات
عفوَكَ اليومَ يا محمّدُ إنّي
غرّني الحاقدون بالمغريات
أسراقٌ فعدْ بإسوار كسرى
هو خيرٌ من النِّياق المئات
أيُّ جودٍ وأيُّ عفوٍ وحبٍّ
بين جنبيكَ -سيّدي- للخطاة
يبتغي رأسَكَ الغداة فآبت
كفُّه بالعطاء صنوَ العُفاة
أم معبد
يا وضيءَ الوجهِ صفْحَكَ إنّا
لا قِرىً قطُّ عندنا للبيات
غيرَ عجفاءَ فاستحالتْ حلوبا
حين طافتْ بها يدُ المعجزات
فسقاهم بكفّه لم يذقْه
قبلَهم إنّه منارُ السُّماةِ
استقبال الأنصار
خرجت طيبةٌ جميعاً تغنّي
من بساتين نخلها الباسقات
طلع البدرُ بل ذكاءُ تجلّتْ
كلّنا يعشَقُ الحبيبَ الآتي
كلُّ قلبٍ أيا مهاجرُ بيتٌ
فانزلنْ ما تشاءُ من أبيات
أطعموا الجائعين أفشوا سلاما
يا أحباءُ فاحفظوها وصاتي
ٍوصلوا الأقرباءَ صلّوا سُحَيراً
تدخلوا سالمين للروضات
حصاد الهجرة
وقريباً مدينةُ النُّورِ تَذْرو
ساطعَ النورِ فوقَ كلِّ الجهات
وأذانُ السما بكلّ سماءٍ
وجميعُ الزمانِ في إنصات
أيُّ يومٍ قد أنجبتْه الليالي
!أنجبَ الشمسَ تغمرُ الكائنات
فيه قد هاجر الضياءُ فأضحى
قبلةً للزمان والأوقات

******************************

نائبات الدهر :مصائبه


العفاة :طالبو المعروف

ذكاء: الشمس