الشيخ والدكتور

بالأمسِ خانتْني دموعي وانثنتْ وتكسّرت من حزنها أقلامي
والآن جئتُ لكي أقولِ لروحِهِ: هاجَتْ لفقدِك أدمعي بضرام
يا شيخَنا هذي جحافلُ زحفِنا مُخضرّةً، ترنو لعطفِ إمامي
تعتزُّ أنكَ أنتَ صانعُ مجدِها فمضتْ إليهِ بنهجِكَ المتسامي
ساروا لنصرٍ واضحٍ ومؤزّرٍ والنصرُ، كلُّ النصرِ، للإسلامِ
يا شيخَنا، هذي جحافلُ عزِّنا
قادوا مسيرةَ نصرِها، ذاكَ الذي سمّاه خصْمُ الحق بالأحلامِ
يا شيخُ وعدُك لا يزال أمامَنا يهدي طريقَتنا لحُسْنِ خِتام
ما زالَ طيفُك يا إمامُ يقودُنا للمجدِ، تحقيقاً لرأس سنامِ
بل إن طيفَك في العزيمةِ –شيخَنا- مثلُ الملائكِ فوقَ جيشِ عِظام
حتى نعود لأرضنا في عِزةٍ خيــرٌ لنـا من ذِلةٍ بخيـام
وطني، وأرضُك مقصدي، في عودتي فَتحيّتي لك مع عزيز سلامي
وخليفةٍ، قاد الجموع بغزةٍ
قادَ الرجالَ فكان حقاً في النزال أميرَ مدرسةِ الوطيسِ الدامي
غيرُ الشهادةِ لا يًزِين جهادَه عبدُ العزيزِ وفارسُ القسامِ
"قنديلُ قلعتِنا" – حماسٍ- نورُه عمّ الوجودَ بعزمِهِ المقدامِ
العزُّ في عبدِ العزيزِ سجيةٌ
كلّ امرئٍ يُعطى نصيباً في اسمه ويزيدُه مجـدٌ مع الأيـامِ
"قنديل قلعتنا" خبا؟! من قال ذا؟! غيرُ الشقي عن الهدى متعامي
هو شمعة عشق الزمانُ ضياءَها فتوهّجت نوراً من الإنعام
مَن يكسرُ القنديلَ لا يجني سوى لهباً من الغضبِ اصطلى بضرام
وسلام قلبي، بالقصيدِ، لروحِ مَنْ
شهِدتْه لما قاتلت في يوم بدرٍ والصحابةُ حول خير أنامِ
شهدتْه في "الأحزاب" يحفرُ خِندقاً في الفتح كان مُكسّرَ الأصنام
شهدتْه في "اليرموك" يدفع خيله في القـادسية سيّـد الأقوام
شهدتْه في جالوتَ في حطينَ في الأقصى صلاحاً ثابت الأقدام
شهدته في "مرجِ الزهورِ" عزيمةً ردّ الرياح كعاطرِ الأنسـام
أرخى على ثلج المصاطب ظلّه فأحـاله دفئـاً ببرد خيـام
شهدته في سجن العدوّ كأنه سجّانهم، حزمٌ بغير حِزام
عصرُ الصحابة عاد فيه، فعزمُهُ فاروق فيه، وفيه سيف إمام
شهدته قاد ألوفَهم حياً كما في موته قادَ الورى بسلامِ
عاشَ الحياةَ مجاهداً لشهادةٍ
هذي نهايةُ مؤمنٍ بطريقِهِ لا بلْ بدايةُ سيدِ الإقدام