حنـــــيـن
صدري يحن، وما بصدري يشتكي يرنو إلى الدفء الذي قد ودّعَهْ
الله ما أقسى الفراق وغربتي رباه ما أقساه، بل ما أقذعَهْ
كم ضيّق البعد انشراحاً في المشاعر بعدما التحنان منها وسّعه
أحيت فؤاداً ذاب في كمد الهوى أأطيق من بعد الهوى ان أنزعَهْ؟
ألفيت في العينين نفسي لؤلؤاًَ كالنجم، ما أحلاه، بل ما أرفعه
وثملت من حبي لها فكأنها كأس الأثير وبالنسائم مُتْرعه
غرَستْ بصدري بالحنان جذورها مدّت بأنحائي المحبة أفْرُعا
في العين والرئتين شوقي قد طفا مذ أن بقلبي هزني كي أزرعه
يا حبُّ يا محرابَ قلبي، أينها؟ هذا الهوى بفراقه ما أوجعه!
غاب الحبيب فغاب قلبي عنده،
لو كان لي أمري لكنت حفظته ورفعت ما شاء الهوى أن أرفعه
لو كان لي أمري حرقت فراقه وجمعت في قلبي الذي قد قطّعَهْ
لو كان لي أمري منعت رحيله ودفعت عمري في النوى كي أُرْجعَهْ
لكنه قدر الفراق وقد أتى -رغم المصائب والنوائب- مسرعاً
سأرده يوماً ولو طال النوى سأعيد أياماً فقدناها معاً
تالله إني ما رضيت فراقه بل ما رضيت من الورى أن أسمعَ
لوماً، فإني مِثْل أمري في الهوى كأس، يُظنّ السم فيه، تجرَّعَه
لكنه الترياق في قلبي وما أحلى الشراب وبرده، ما أروعه
سيظل طيفك ماثلاً في ربوة كل الدروب إليك توصل من سعى
ويظل وجهك رمز حسرتنا وقد طال الفراق، وما عرفت المهجع
نأت الديار وطال عجزي بعده وجعاً عليه، فسال شوقي أدمعاً