|
صدري يحن، وما بصدري يشتكي |
يرنو إلى الدفء الذي قد ودّعَهْ |
الله ما أقسى الفراق وغربتي |
رباه ما أقساه، بل ما أقذعَهْ |
كم ضيّق البعد انشراحاً في المشاعر |
بعدما التحنان منها وسّعه |
أحيت فؤاداً ذاب في كمد الهوى |
أأطيق من بعد الهوى ان أنزعَهْ؟ |
ألفيت في العينين نفسي لؤلؤاًَ |
كالنجم، ما أحلاه، بل ما أرفعه |
وثملت من حبي لها فكأنها |
كأس الأثير وبالنسائم مُتْرعه |
غرَستْ بصدري بالحنان جذورها |
مدّت بأنحائي المحبة أفْرُعا |
في العين والرئتين شوقي قد طفا |
مذ أن بقلبي هزني كي أزرعه |
يا حبُّ يا محرابَ قلبي، أينها؟ |
هذا الهوى بفراقه ما أوجعه! |
 |
غاب الحبيب فغاب قلبي عنده، |
لو كان لي أمري لكنت حفظته |
ورفعت ما شاء الهوى أن أرفعه |
لو كان لي أمري حرقت فراقه |
وجمعت في قلبي الذي قد قطّعَهْ |
لو كان لي أمري منعت رحيله |
ودفعت عمري في النوى كي أُرْجعَهْ |
لكنه قدر الفراق وقد أتى |
-رغم المصائب والنوائب- مسرعاً |
سأرده يوماً ولو طال النوى |
سأعيد أياماً فقدناها معاً |
تالله إني ما رضيت فراقه |
بل ما رضيت من الورى أن أسمعَ |
لوماً، فإني مِثْل أمري في الهوى |
كأس، يُظنّ السم فيه، تجرَّعَه |
لكنه الترياق في قلبي وما |
أحلى الشراب وبرده، ما أروعه |
سيظل طيفك ماثلاً في ربوة |
كل الدروب إليك توصل من سعى |
ويظل وجهك رمز حسرتنا وقد |
طال الفراق، وما عرفت المهجع |
نأت الديار وطال عجزي بعده |
وجعاً عليه، فسال شوقي أدمعاً |