تراجيديا نهر البارد
- دموع مضافة
.

ياسر علي
فيما سمعتُ، وما رأيتُ،
وما هَدَتني أمتي لمصيره
وقرأتُ في كتبٍ تؤرخ للحروب
وما تغطّيه الفضائيات من قصص
وأحداثٍ يُهزّ لها الضميرُ،
سيستحيل له شبيهْ
*
فهُنا،
تشمّ الموت
ذرّ حريقه ورماده ودماره
وتراه في غُضَن الوجوه،
وفي العيون
وصوت حزن في رثاء العابرين
الزائرين،
كأن طعم الموت فيه
*
وهنا،
يصدّ الموت طفل في الركام يلمّ خردته،
يبيع لكي يعيش،
يقولها: «إنّا هنا يا موتنا،
ذقناكَ،
لا نخشاكَ،
بل نحيا حماك
وآن أن نبني صداقتنا النقيضة
كي نؤجج شعلةً لحياتنا
ونضيء ظلمة ما تسبَّبَه السفيه»
*
وهنا،
تغض الطرفَ في خجلٍ،
لأنك لم تكُنْهم حينما خرجوا إليك.. ومنك!
تغمضُ رَفّةَ الجفنين
تحبسُ أدمعاً
وستغرق الأفكارُ في الأوجاع
من تيهٍ لتيه
*
وهنا،
تُحِسُّ مشاعرَ القهرِ الذي
حرَقَ الركامَ،
وفتّت الأحجارَ والإنسانَ،
فانظر مسرحيات «الهوى الغلاّب»
والتنظيرَ للُّطف المهذب في الدمار،
كما ستعجبُ، كيف يأتي القتل في علب الهدايا..
في بطاقات ملوّنة موقّعة بلطف الأمنيات إليك
في حبٍ.. كريه؟!
*
وهنا،
تجاربُ تكنولوجيات تصنيع السلاح،
فيملأون الحقد فيها كي تُبدّعَ بالأذى،
فيجازُ للأخلاق تدميرَ الجَنَى والذكرياتِ،
تُحيلُ تفصيلاتِها ردماً
وتنبش حاضرَ الأيامِ تغمره بلطف جامح
حتى تعانقَه لِتعصر ما يليه
*
وهنا،
تجمّعت الحروبُ جميعُها
فتكثّفت بمساحة الكيلو ونصفٍ، من خيام،
نارُ حربِ الكونِ فيهِ،
دمار حرب الكون فيهِ
فلا عيونٌ قد رأته،
ولا فؤادٌ قد يعيه
*
فهنا،
ترى في قوةِ النيران تَنّيناً،
بَدَا ليجدّدَ المأساةَ والملهاةَ
بالشعب الفلسطيني
لا الصينيّ لا الإغريق لا!
ولكي يتممَ ما تمنى في الأساطير القديمة
إذ يفرّغُ حقده ناراً بِفِيه