بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام :
هذه القصيدة مهداة إلى روح الاستشهادي قاسم المغربي منفذ عملية القدس التي دهس فيها بسيارته مجموعة من شراذم جنود الاحتلال ، وقد كتبتها بعد تنفيذه العملية بيومين تقريبا ولم يعطني الزمن فسحة من الوقت حتى أضعها بين أيديكم إلا هذا اليوم فاعذروني لتأخري عنكم. لا أطيل عليكم وأترككم مع :
" النصرُ قادمْ " رمينَـا البغـيَ بالبطلِ المُقَـاوِمْ
رمينَـا الظالمينَ بسـيفِ عـزٍّ تُبَعْـثَـرُ عندَ سـلَّتِهِ الجمـاجِمْ
مضَى والقلـبُ يهتفُ فِي ثباتٍ بغـيرِ الخُلْـدِ إنِّـي لنْ أسـاوِمْ
دعَتْهُ النفـسُ أنْ يحيَـا حيـاةً بلا عـزٍّ كمَا تحيـَا البهـائـِمْ
فأوردَهـَا الرَّدَى حُبـًّا لتحـيَـا ويصنعَ عِنْدَ مَهْلِكِهَـا العظـائِمْ
ليكـتبَ بالدَّمِ الغَـالِـي ويشـدُو على قدْرِ التُّقَى تأتِـي العـزائِمْ
أُمِيتُ النَّفْسَ كـيْ تحيَـا بلادِي ويولدَ بعدَهـا المغْـوارُ قاسـِمْ
ليُبْعَثَ مِنْ دَمِـي الجارِي شعاعٌ يـبـدِّدُ نورُهُ ليـلَ الهـَـزائِـمْ
ويطـرقُ بالأسَـى أجفانَ جيلٍ يُسَـاقُ إلى المهـالكِ وَهْـوَ نائِمْ
مضَي للقدسِ فِي خَطْـوٍ حثيثٍ يسـيرُ وقلبـُهُ بالخـُلْدِ هـائـِمْ
ليسـحقَ هامَ مَنْ كفرُوا ويرمِي عسـاكِرَهُمْ بداهيـةِ القَوَاصـِمْ
يُجَرِّعُـهُمْ كـؤوسَ الذُّلِّ حتَّـى يذوقُـوا المُرَّ مِنْ بأسِ المُقَـاوِمْ
فكمْ حَلَمُـوا بطيفِ الأمْـنِ لكنْ نفَى أحَـلامَهُمْ بَرْقُ الصَّـوارِمْ
وكمْ حَلَمُوا بأنَّ القـدسَ أمستْ لهمْ دارًا وكمْ زَعَمـُوا المَزَاعِمْ
وكمْ حَشـَدُوا مِنَ الأشباهِ جُنْدًا وجـاءُوا بالثعـالبِ والأَرَاقـِمْ
فجـاءَ الليثُ يزأرُ فِـي ثَبـَاتٍ وراغتْ فوقَهُمْ سُغْبُ القَشَـاعِمْ
فمَا أغـنتْ تمـائِمُهمْ عليـهِمْ وكمْ عُقـِدَتْ مِنَ الجُبْنِ التَّمـائِمْ
يظلُّ الرُّعْبُ فِـي دمهِمْ مُقيمـًا وفِي أحشـائِهِمْ تسرِي الهـزائِمْ
إذَا لمَحـُوا بسـاحتِهِمْ فَتـانـَا دعَوْا واستصـرخُوا الموتُ قادمُ
وإنْ سـمعُوا دعاةَ الذلِّ تهـذِي بسلْمٍ لا تُصَـانُ بـهِ المَحَـارِمْ
أذاقونَا السـَّمُومَ بِما استطـاعُوا وآذَوْنَا وقـدْ خـابَ المُسَـالِـمْ
دعـاةٌ لا يصـانُ بهـمْ جِـوارٌ ولا وطــنٌ لهـمْ إلاَّ الدراهـمْ
كعجْلِ السَّـامِرِيِّ لهمْ خُــوَارٌ إذَا نَطَقُـوا وَهُمْ دونَ البَهـائـِمْ
وماعـُبِدُوا وكــانُوا همْ عبيدًا ولا زالُوا لأحـذيـةِ الأعـَاجـِمْ
طـوالَ الدهرِ يرهقُهُمْ صَغـَارٌ بهِ عُرِفُـوا وليسَ لهمْ مُـزَاحـِمْ
يذيقـونَ الأبـيَّ لبـاسَ سـَوْءٍ ويعطـونَ الولاءِ لكـلِّ ظـالِـمْ
ألمْ ترَهُمْ وقدْ حَصَرُوا أســودًا بغـزَّةِ هـاشــمٍ أمِّ المَكـَـارِمْ
وحلَّسـُهُـمْ يهدِّدُنَــا بجـيشٍ تَقَصَّفَ فِي المَعـامِعِ كالبراعِـمْ
ويسـعَى بالنميمـةِ بينَ شـعبٍ ليوقـدَ بينَ أضلعِـهِ السـَّخَائِـمْ
وعباسُ الذي يلقَـى الأعــادِي طليقـًا وجهُـهُ والثغـرُ باسـِمْ
ويعطـِي أهلَنَا وجهًـا عبوسًـا يبشـِّرُ بالمخـازِي والهـزائـِمْ
ألا تبـًا لمَـنْ باعـُوا بــلادًا تضوعُ بعَرْفِ عزَّتِهـَا النسـائِمْ
وطوبَى للذينَ ســقَوْا ثرَاهـَا دمًا واسـتنهضُوا فيها العـزائِمْ
وباعُوا النفـسَ للرحمنِ طَوْعـًا ولمْ يخشـَوْا وربِّي لـومَ لائِـمْ
وقالُـوا أيُّهَـا الأقصَـى تَرَقَّبْ ففجرُ النصـرِ بالإسـلامِ قادِمْ
===================================
مع تحياتي : أخوكم فارس عودة