[..نُوفمبِر الّذِي لن يَعرِفُك..]

(1)
ثَمّة خَرِيفٍ مُتَسَلّل إلَى أرْصِفَةِ الْعُمرِ
جَالِبَا مَعَهُ رِيَاحا شَمالِيّةً بَارِدَة
لِ تَصفَع أوْرَاقَ الذّاكِرَة
لِ تُبَعثِر أحْلامَ الأرْوَاحِ الهْالِكَة
لِ تُلَوّن الْمَدَى الأزْرَق بِ السّوَاد
فَ نَضِيع مِن بَعدِ لِقَاءٍ فِي أرْوِقَةِ الشّتَات
نَنفُخ فِي غلْيُونِ الأمْسِ
وَنَقْتَاتُ مِن أفْيُون الذّكْرَيَاتِ الْعالِقَة
وَما أن نَرتَوِي ثَمَلاً | نُكَسّر الكؤوسَ بِ غَضَب
وَنُسَائِل الأيّامَ لِماذَا؟

(2)
نُوفمبِر هذا الْعام لَن يَعرفك
وَلن تُقصّ عَليّ أحادِيثك
وَسأكتُب بِإحسَاسٍ أنّك لَن تَقرأنِي
فَلا حَاجَة لِي أن أجْتَهد
لا حَاجَة لِي أن أبْتكر لُغة جَدِيدة
وَعبارَات فَرِيدَة
لا حَاجَة لِي بِالبْكاء
حَسبِي حُروفٍ أنظّمها وَقَصِيدَة
يُصفّق لَها الْقرّاء
الّذين كَانوا يَراقِبُون نَظراتَنا
وَيَعدّون خُطانَا
وَيقِيسُون نَبض قُلُوبِنا
ويَفسِدُون مَواعِيدَنا
لا حَاجة لِي بكلّ هذه الأشْياءِ مِن بَعدك
وَلا حَاجة لِي بِضبطِ سَاعَتِي
لأعْلم مَوعدَ حُضُورك
لا حَاجَة لِي بِأيّ شَيءٍ
سِوى شَمعَة بَعد انْطفاءِ ضُوءكَ الأخْضَر
وَابْتِسامَة مصطَنَعة
أوَارِي بهَا مَا يُعتمِل فِي قَلبِي
وَشُرُود أهْوَج يُعلّمني فن اللامبالاة

(3)
سَيَعُودُ الشّتَاءُ لِـ يُذَكّرنَي بِالْعامِ الْمُنصَرم
بِـ فَناجينِ الْقهوَةِ الّتِي لَم تُبرد حَتّى بَعد اغْتِرابِنا
سَيَعُودُ مُعتَقِدا أنّ حِكايَتنا كَسَائِر الأوْرَاقِ سَتذبُل
وَلا يَدرِي أن الْمَطر يَغسلُ كُلّ شَيءٍ إلا الْقُلُوب
وَأن الْزّمان يَجلِب كُلّ شَيء إلا النّسيَان
لا يَدرِي الْحب أنّه قَدرٌ لا يُبدّل
وَلا يَتكرّر

(4)
قَد بَدأنَا الْمشوَار وَنحنُ نَعلَم أنّ لا نِهايَة سَتجمَعنَا
وَلم نُبالِي
مَضينَا نُعانِد كُلّ الْعَواصِف وَالْعرَاقِيلَ وَالصّحارِي وَالْبحار
مَضينَا نَحلُم بِـ أشْيَاءَ كَثِيرَة
وَفي لَحظَة انْتهينَا دُونَ نِهايَة

(5)
كَانَ صَعبَا أن نَعِيش حِكايَة دُونَ أن يَكون لَنا فَصل وَاحد / لَنا وَحدَنا
دُون أن أقُول لَكَ ما كَان يَنبغِي لَكَ أن تَسمَع
وَدُونَ أن تَقُول مَا يَنبغِي لِي أن أعرِف
فَـ مَضَينَا دُونَ أن نَعرِف وَدُونَ أن نَشعُر
وَبَينَنا مَساحَات طِويلَة
تَكفِي لِـ أن تَكُونَ حَكاية كَـ ألفِ لَيلةٍ وَليْلة
لكِن | دُونَ أن نَعرِف مِن أيْن نَبدأ الْحكايَة

1 نُوفمبِر 2009