الفلاح في موسم التفاح


في درس الحساب اليـومَ، تعلَّمنا تقنيةَ التجميع بالعشراتِ، و لأنَّ تلاميذي يستهويهم التعلمُ بالمثالِ؛ أخبرتهم بحكاية الفلاح في موسم جني التفاح:
خرج فلاحٌ من حقله، يحمل خمسة أكياسٍ من التفاح، في كل كيسٍ عشر تفاحات.
اعترضه أحدهم عند الباب، و أخذ منه كيسيــن!
كم بقيَ لديه الآن يا أولاد؟
لحسن حظي؛ فإن الأطفال مشغولين الآن بالعــد، و إلا كانوا استفسروني عن الأسباب.. و لكنت مضطرا أن أشرح لهم مفهوم الضريبة على القيمة المضافة!
- ثلاثةُ أكياس، في كل كيس عشرُ تفاحات..
في طريقه إلى السوق مرَّ الفلاح بأربعة أطفال جائعين.. رقَّ قلبُه لحالهم؛ فمزَّق كيسا، و أعطى كلَّ واحد منهم تفاحةً..
كم بقي لديه من تفاحِـــهِ الآن؟
- كيسان، في كل كيس عشرُ تفاحات، و كيسٌ ممزق فيه ستُّ تفاحاتٍ؛ أجابت سارة، و على وجهها علامات الحبور .. في حين أصيب الحسين و أخوه بدوخة و إحباط…
عند باب السوق اعترضه نفس الذي أخذ الكيسين على باب الحقل.. لكنه هذه المرة لم يأخذ إلا كيسا واحدا!
كم بقيَ من تفـــاح عند الفلاح؟
- كيس واحدٌ فيه عشرُ تفاحاتٍ، و آخرَ ممزقٌ فيه ستُّ تفاحات!
داخل السوق زحامٌ و كسادٌ شديدين؛ عرضَ الفلاح تفاحَه للبيع، التفاحةُ بدرهم، و الكيسُ بعشــرٍ..
و حين انتصف النهارُ لم يحصل إلا على درهمين!
كم بقــيَ عند الفلاح من تفاحهِ يا أولاد؟
امممممم طال التفكير، ضجيج و وشوشات.. و لا جـــواب!
لا بأس تابعـــوا.. !
في نهاية اليوم لــم يجد فلاحُنا بُدّاً من عرض تفاحه على تاجـر التفاح، و هو نفسُه الذي استولى على الكيسين في الحقل، و الكيـس عند الباب.
و عليه أن يدفع درهما للوسيط، و درهما آخر للدمغات، و نصفَ درهم ضريبةً على الأرباح..
أما الأثمانُ فغيرُ قابلة للنقاش؛ الكيسُ بنصف درهمٍ، و التفاحة بريال..
كم ربحَ الفلاح من تفاحه يا أولاد؟
لا جــواب!!
الحسين يوشوش لأخيه الحسن: أخذ درهما و أُخِذَ منه درهمٌ
أخوه يوافقه..
نعــم، ثم أخذ درهما و أُخذ منه درهــمٌ..
و الكيسُ بنصف درهم، و واحدٌ اثنان، ثلاثة... و عن أيِّ أرباح يتحدث الأستاذ!!
أووووف ما عدت أدري… هيا نُعيدُ الحساب..
لا جــواب!!!
سارة النجيبة، بكل دهــاء؛ أربعةُ ريالاتٍ، و كيسٌ ممزقٌ يا أستــاذ!!