رمضانياتُ شاعر


شعبانُ جاء..
نادى المؤذِّنُ للفلاح..
وفي يديَّ قصيدةٌ طورَ المخاض
والنفسُ صخرٌ في العناد..
فكأن وقراً طارئاً يغزو الجسد..
ونوافذُ الغفرانِ تُوصَدُ دونَ ذاتي في المكان.
حَجلٌ يَضِجُّ به الجسدْ..
حتى السَّلامِ، وقبلما يشدو المنادي من جديدْ
كم نازعَ الشُّعارُ جِنَّ نفوسِهم..
وَمَضَوْا وطأطأةُ الرؤوسِ تُعَنوِنُ الأشعارَ والأقدارا..
أرنو إلى حالي التي ما انفك يُنهِكُها الحديثُ عن القصيدة والسياسةِ والنساء..
وأظلُّ أرفلُ في ثيابِ التائهينَ ملبداً بالهمِّ حتى عودةِ الشهر الغريب
* * *
رمضانُ يشرعُ كل عامٍ ألفَ بابٍ لليقين
وبَنُوا التُّرابِ تراهُمُ افترشوا المعابدَ في حماسٍ أو شرودْ..
والنفسُ في رمضانَ تأبى أن تلينْ
فالنـزغُ أمسى كلُّه حكراً على النفسِ التي بالشرِّ تلهمُ ربَّها
والربُّ يُدْميهِ الجِهادْ
ويراعُ شِعري ها هنا
ما زال ينسُجُ في الورقْ..
والخربشاتُ تَشي بما في النفسِ من سرِّ اختلاج..
* * *
نادى المؤذِّنُ للفلاح
فتسمَّرَ النَّشِطُ اليراعُ على نواصي فكرةٍ
ماءٌ على وجهِ التعبْ..
ماءٌ على قدمِ التعبْ
وحَفيفُ خُفٍّ في اتجاه منارةٍ
صمتٌ
ودفءٌ
وارتجاء..
والنورُ يهمي في الحنايا والجباهْ..


كل عام وأنتم بخير..