عَينٌ تَبُوحُ ..
وآهَةٌ تَتَكَتَّمُ
ويَمُوتُ بَينَ الحَالتَينِ
مُتَيَّمُ

آتٍ ..
مِنَ الآهِ التي لا تَنْتَهِيْ
سَهْمُ المَسَافَةِ غَائِرٌ،
لا يَرْحَمُ

هَذِي الحَيَاةُ
عَلَى المَلامِحِ خُدْعَةٌ
هَذَا التَّبَسُّمُ ..
عَكْسُ مَا يُتَوَهَّمُ

تَطْوِيْ الصَّبَابَةَ رَجْفَتَانِ،
وَلَهْفَةٌ ..
شَفَتَانِ مِنْ وَجَعٍ
وَخَوْفٌ يَلْثِمُ

رُحْمَاكَ يَا وَجَعَ السُّؤالِ
فَإنَّهُ .. مِسْكِينُ
أرْهَقَهُ التَّعَفُّفُ عَنْهُمُ

مَازَالَ يَسْألُ
فوقَ أطلالِ المُنَى
حَتَّامَ يَا بَوحَ الرَّجَا
تَتَلَعْـثَمُ ..!

ضَاقَتْ
عَلَيهِ الأُمْنِيَاتُ وَلَمْ يَزَلْ
فِي كُلِّ صُبْحٍ ..
يَرْتَجي ويُهَمْهِمُ

صَبٌّ ..
تُسَرْبلُ مُقْلَتَيْهِ حَبيبَةٌ
كَالشَّمْسِ
تَخْتَرِقُ الدُّجَى وَتُحَطِّمُ

هِيَ .. أوَّلُ البَوْحِ
الَّذِي يَتَكَتَّمُ
هِيَ
آخِرُ الصَّمْتِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ

هِيَ
كُلُّ مَا زَرَعَ الجَمَالُ بمُهْجَةٍ
هِيَ كُلُّ مَا حَصَدَ
الفُؤادُ المُغْرَمُ

أحمد البرعي