وُلِدَ فِي زَمَنِ الضّحَايَا وَالجَبَرُوت فِي بِيئَةٍ لَم يَكُن لَهَا وَسَطًا مُعتَدِلا .. عَاشَ صِبَاهُ يُخَطّطُ لِبِنَاءِ خَطٍّ عَرِيضٍ بَينَ القِمّةِ وَالقَاع ، فَلَم تُمْهلَهُ رِيَاحُ الغَدر ، بَنَى تَنظِيمٌ ثَورِيّ .. قُطِعَ لِسَانَه ، بَكَى حَالَهُ على أحدِ الأرصِفة ، فَوَظفَهُ رَجُلُ طَيّب لِتَهذِيبِ حَدِيقَة بَيتِه (عَملا مُقَابِل لُقمَةَ عَيش) ، ضَاقَ ذَرعًا ، ذَهَبَ لأطلَالِ تَنظِيمِهِ القَدِيم ، سَرَحَ بِخَيَالِه لَحظَة ، ثُمّ مَا لَبِث أنْ وَجَدَ نَفسَه مُستَلقِيًا بِجِوَارِ أكْوَامِ القمَامَة خَارِج المَدِينَة .