عذرا.. وهل يُجدي صدى الأعذار
باعوك والسّعـرُ رضا الجـــــــزّار؟

لا وَعْـلَ فيهم يفتديـــك بقـرنــِــــه
كلّ الرّؤوس عــواقــــرُ الأبقـــــار

ألقـَوْا بنا نحن –الشّعوبَ– بجُبّهم
وبَنـَوْا علينا عــــاليَ الأســــــوار

من خوفنا صرنا قطيعــاً مثلهـــم
تخشى الرّقــاب نواجــذ المنشــار

واليوم هبـّت نخـــوة عربيـّــــــة
تجتــاح فينا نكســـــة الأمصـــار

أتصدّقين..فذي الشّعوب تمرّدت
لم يثنِهــا سـوط هــوى بالنـّــــار؟

وتجمهرت في أرضنا وسمائنـا
رايـات حـقّ في حمى الأحـرار

وتسلـّلت رغم المقامع صرخة :
"يا قـَدْرنا..فـُلـّي عـُرى الأحبار.."

بأكُـفــّــنـــا آيٌ ودمــعٌ صائـــمٌ
كيـف التـّلذذ ساعــة الإفطــــار

والنـّار تأكل غـزّةً في صبحهـا
وتقيئـُها فحماً لدى الأسحــــــار؟

ساحت جراح والنـّزيف معبـّقٌ
تاجُ الشّهــادة حُظـــوة الأبــرار

كم طفلـةٍ تـَركـت لأمّ دميـــــة
وفراشـة ترعى شـذا الأزهــار

وبروضة المحراب شيخٌ ساجــــدٌ
طارت به سجّـــادةُ الأذكـــــار

ذي غـزّةٌ من غيرهـَزٍّ قدْ رمت
فوق العـروبة أطيـبَ الأثمــار

والعـُرْبُ في ظلّ الخنوع تهزّهم
نـَرْجيلـة..والـرّدف بالأوتــــار

أتصدّقين..فذي الحناجرُأبْـلجَت
وتوشـّحـت بالنـّثـر والأشعــــار؟

وتعانقـت فينا القلـوب تؤُزّنـــــا
صوب اليهـود لننتشي بالثــّــار

عُودي أخَيـْبـَرُ كي نجدّد عهدنـا
بمُحَمّـــّدٍ إنــّا بنــو الأنصـــــار

لا ندّعي فالوعـدُ منـّاصـــــادق
فكـّوا المعابـر..نحن للإبحــــار

سَعِـدَ الّذي ختم الجواز بغـزّةٍ
ثمّ امتطى دبّابـة الإعصــــــار

في صدره سبعون ألفَ قذيفـة
تسـري به لمطـارح الأبـْكـار

متبخترا كالشـّمس في أفلاكها
من تحته يجري ندى الأنهــار

فكـّوا المعابرواتركوها تزفــّنا
لعروسنا في غـزّةِ الأطهــــــار

فكـّوا وحينا.. نحن أدرى أنـّكم
وصَغارَكم من بصمــة الدّولار

فكـّوا فما أنتم.. دَعُـونـــا إنـّمـا
زحف القوافـل كالحصى المدرار

هيّا افتحوا وتحلـّلوا بجُحوركم
فالموت يأبى جيفـــة من عـــار..