كثيراً ما سمعتُ كبارَ السِّن يواسونَ بعضهم بعضاً عند كلِّ مصيبةٍ أو مرضٍ تلمُّ بأحدٍ من المعارف أو الجيران أو الأقارب ,
قائلين,,,
((لا تجزعوا ,,,! تفاقيدُ الله رحمة ))
وكثيراً ما فكَّرتُ بهذا, (قانتةً غير معترضة),
كيفَ تكونُ مصائبُ الحياة, أو الأمراض, أو الضربات غير المتوقّعة ,أو المشاكل المستعصية على الحلول ,,رحمة ؟؟
أدركتُ بعدها أنَّ الحياةَ التي تجري مسرعةً كجريان نهرٍ لا يعترضُ طريقَه شيء ,
تُبعدُ الإنسانَ عن الله, وعن الإيمانِ به, والحاجةِ اليه,
وعندما تعترضهُ عقبةٌ معينة تستعصي عليه, أو مرضٌ أو كارثةٌ ما,
سيهرعُ هذا الإنسانُ الجاحدُ المتكبِّر, ذو الرأس الذي يميلُ ميلاً طبيعياً للاسوداد والقسوة,
وذو المشاعر التي تميلُ ميلاً طبيعياً للتَّسلّطِ والسيادة ,
سيهرعُ مسرعاً نحو ربِّه ليحتمي تحتَ جناحيّ الرَّحمة ,
وبالتالي ,,,وبعد أن كاد يظنّ نفسه خيال الله ,سيكتشفُ للمرّة المليون , أنَّه ضعيفٌ ,
وأنّ الله أقوى وأبقى وأعظم, وبقوةٍ لا حدود لها ,
فتلينُ جوارحُه ولو مؤقتاً ,ريثما تأتيه ضربةٌ أخرى,
وبهذا ينالُ رضى الله ,أو بعضَ رضاه ,
فيتراجعُ عن غيّه أو بعضِ غيّه ,
وهذا زاد الآخرة من غير شك ,
فكيف لا تكون تفاقيدُ الله رحمة؟؟
/
نعم ,,,رحمة.
أبعد الله عنكم وعنّا كلّ شر .

***
مثل سُفيانِ الصحراء ,,
أو مثل الرِّمالِ المتحرِّكة,
تتحركُ مئات المليارات من النَّقدِ الأميركيّ والأوروبيّ والخليجيّ وغيرِها في العالم ,
تارةً تتدحرجُ نحو الشّمال, وتارةً نحو الجنوب ,
وفي كلِّ الاتجاهات تتحرَّكُ كأمواج البحر ,أو أمواجِ الرَّمال, بأمرٍ من رياحٍ صفراء, مدروسةٍ الهوى بعنايةٍ بالغة.
تكادُ لا تصدَّق يا صديقي ما يجري !!,وتكادُ لا تصدِّق أنَّ مثل هذة المبالغ الهائلة موجودة في الدّنيا أصلاً,
وكلّها للأسف تصرفُ على المؤامراتِ والحروب وخرابِ البلاد وقتلِ النّاس .
بينما الكثيرُ من الشّعوب, صاحبة هذة الأموال, واقفةً على هوامشِ الحياة ,
واقفين حفاةً عراةً مرضى منهكين جاهلين مرتعدين, وعلى حافَّةِ الجوع !
وما زالوا واقفين في مهبِّ الرِّياح القدريّة, مشغولين بسبك الأساطير الخياليَّة والدينيَّة,
يأكلون التّراب, ويشربون الدموع ,
/
كم هو ملعونٌ هذا العالم !

***

صديقُك,,,, ليس غارقاً بالوحلِ كما تريكَ عيناك ,
بل عيناك هما المليئتان بالغبارِ والأتربةِ والدموع وأنت لا تشعر,
/
راجع طبيباً محايداً!!


***
ماسة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي