المرأةُ العظيمة ,
هي تلك التي تنبتُ الزهورُ تحت قدميها الحافيتين مع كلِّ خطوة ,
وتحطُّ الطيورُ الصغيرةُ الخضراء على راحتيها مع كلِّ دعوة ,
وتكونُ حمامةً, وتكونُ لبوة .
/
الرَّجلُ العظيم ,
هو ذاكَ الذي لهُ يدان اثنتان قويَّتان مفرودتان بثباتٍ وثقةٍ نحو القطبين ,
يدان تعملان معاً بتناغمٍ دون تراخٍ أو ترهلٍ أو تردُّد,
واحدةٌ تكفكفُ دموعَ البائسين المظلومين, وتمسِّدُ رؤوسَ الأطفالِ بحنان ,
والأخرى توقفُ الظالمين عندَ حدِّهم, بلا تراخٍ أو ترهلٍ أو تردُّد .
وتبطشُ بهم إنْ لم يرتدعوا,
هذا في الحياةِ الاجتماعيّة .

أما في الحروبِ السياسيّة ,
في العالم العربيّ وغيره,
فكلُّ فريقٍ يرى أنَّه المظلوم, وصاحبُ الحقِّ المبين ,بينما الآخر هو الظالمُ المعتدي,
وكلٌّ منهم يتهمُ الآخرَ بالتّعاون مع عدوّ الدَّهر الذي استباحَ كلَّ شيءٍ عندنا منذُ عقودٍ طويلة,, (إسرائيل).
والخيلُ تغير,, والسيوفُ تبرقُ وتلمعُ وتقطع,, وملَكُ الموتِ لاهثاً خلفَ الجميع,,, وأصابعٌ خفيّة تلهبُ النارَ وتذكي لعبةَ الموت ,
والمظلومةُ الحقيقيّة, هي الإنسانيّةُ المنطرحة أرضاً, المسحوقةُ تحت سنابك تلك الخيول , الملطّخةُ بالدَّم ,المستغيثةُ ليلَ نهار ,
والتي لا يسمعُ نداءَها أحد ,
لذا,, تتلفعُ بالعتمة, وتأوي إلى سباتٍ لا يدركُ معناه إلا الليلُ والدّموعُ ,,,,,,, والزّمن,
من هو القابعُ وراءَ وراءَ هذه القوى المتقاتلة بكلِّ هذه الشراسةِ يا الله ؟؟؟
ومتى ستنتهي لعبةُ الموتِ والخرابِ والدَّمار يا رب ؟؟؟ .
/
لكن ,,حتى الحروبِ الطاحنة ,لها أخلاقٌ معينة ,
وضيعةٌ منحطّة , أو عظيمةٌ عظيمة ,
المجدُ للأخلاقِ العظيمة في كلِّ زمانٍ ومكان.

****
كيف يتطرَّفُ الإنسانُ كثيراً جداً لهذه الدرجة؟؟
فهو يحبُّ,,, لدرجةِ أنَّه يضحي بنفسِه غيرُ آبهٍ بالموت ,من أجلِ حمايةِ مَن يحب,
وهذا ما أفهمُه تماماً,,,!
ويكرهُ,,, لدرجةِ التضحيةِ بنفسه غيرُ آبهٍ بالموت ,من أجلِ أذيّةِ من يكره,
وهذا للأسف أفهمُه أيضاً ,!
فالكرهُ كلّ الكره ,والويلُ كلّ الويل, لمن يحبُّ الأذيّةَ ويهواها .
لن يفلَت,, مهما تَفَلَّتَ وتَفَلَّت.

****
أينما كانَ الإنسانُ في هذا العالم ,ومهما كان ,وكيفما كان ,
حتى وإن كانَ قطعةَ فحمٍ سوداء, مليئاً بالقسوة ,مليئاً بالوحشيّة,
فلا بدَّ أن يكون فيه نقطة ٌمشعّة, قصيَّةٌ,,, قريبة,,, ظاهرةٌ,,, أو خفيّة,
نقطةٌ تتوهَّجُ وتتألّق محبةً وحناناً وشفافيّةً وإنسانيّة.
فلو دأبنا نبحثُ عن هذه النقطة في كلّ من نراهم ونسمعهم ونتعامل معهم ,فلا بدَّ أن نجدها يوماً,
لأنَّها,,, بكلِّ بساطةِ المنطق والمعقول ,موجودةً فيه خلقاً من بعد خلق,
ولا داعٍ لاختراعها ,
فهي نفخةُ الله فيه ,يوم كان طيناً فجعلَ منه إنساناً .
لنبحث!

ماسة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي