أُنْشُودَةُ الْأُمِّ / غيداء الأيوبي

أُنْشُودَةُ الْأُمِّ

غَنَّيْتُ أُمِّي فَرَفْرَفَ النَّغَمُ
وَفَوْقَ بُسْتَانِهَا ارْتَخَى النَّسَمُ

حَمَّلْتُ شِعْرِي عَلَى جَنَاحِ فَرَا
شَةٍ لِكَيْ يَزْدَهِي بِهِ الْكَلِمُ

قَدْ جِئْتُ أُلْقِي زُهُورَ مِحْبَرَتِي
عَلَى اسْمِ أُمِّي فَرَوْنَقَ الْقَلَمُ

كَأَنَّ فِي كَفِّيَ النَّدَى قُبَلٌ
عَلَى خُدُودِ الأَوْرَاقِ ترْتَسِمُ

لِأَنَّهَا أُمِّي فَالرَّوَى بِفَمِي
كَالطِّفْلِ يَحْبُو بِحِضْنِهِ النَّغَمُ

أَتَيْتُ أُهْدِي النَّشِيدَ رَقْرَقةً
عَلَى وِشَاحٍ تَزُفُّهُ السُّدُمُ

أَكَادُ مِنْ لَهْفَةِ الْقَصِيدِ لَهَا
أَذُوبُ فِي ذِكْرَاهَا وَأَلْتَئِمُ

لَعَلَّنِي وَرْدَ الأُمِّ أَقْطِفُهُ
مِنْ جَنَّةٍ فَوْقَهَا اعْتَلَى القَدَمُ

يَا لَيْتَ أُمِّي هُنَا لِأَحْضُنَهَا
فَيَرْتَخِي فِي حَنَانِهَا الْأَلَمُ

يَا لَيْتَ أُمِّي هُنَا لِتَسْمَعَهَا
أُنْشُودَةً يَشْدُو فَقْدَهَا النَّدَمُ

فَلَيْسَ لِي فِي الأَشْوَاقِ غَيْرُ فَمٍ
يُدَاعِبُ اللَّحْنَ حِينَ يَبْتَسِمُ

وَلَيْسَ لِي فِي الْحِرْمَانِ غَيْرُ يَدٍ
تُهَدْهِدُ الْحَرْفَ حِينَ يَلْتَحِمُ

الْأُمُّ رَوْضٌ وَالْفُلُّ قُبْلَتُهَا
وَكَفُّهَا فِي الْغِرَاسِ مُتَّسِمُ

مَا أَطْيَبَ الرَّيْحَانَ الَّذِي زَرَعَتْ
كَأَنَّ مِنْ حَقْلِهَا ارْتَوَتْ أُمَمُ

فَكَمْ تَنَدَّتْ ثِمَارُ جَنَّتِهَا
وَكَمْ تَشَافَى بِشَهْدِهَا السَّقَمُ

الْحُبُّ كَالنَّهْرِ فِي رَقَائِقِهَا
جَارٍ وَلَا سَدٌّ فِيهِ يَرْتَطِمُ

مَا أَجْمَلَ الْحِنَّاءَ الَّتِي نُقِشَتْ
فِي رَاحَةٍ زَادَ حُسْنَهَا الْكَرَمُ

إِنْ أَغْدَقَتْ بِالدُّعَاءِ مُهْجَتُهَا
تَسَلْسَلَتْ فِي رَحِيقِهَا الشِّيَمُ

كَأَنَّ سِجَّادَةَ الصَّلَاةِ لَهَا
مُدَّتْ عَلَى أَرْضٍ صَانَهَا الْحَكَمُ

وَكُلَّمَا غَابَ ابْنٌ لَهَا حَزَنَتْ
وَلَأْلَأَ الدَّمْعُ وانْتَدَى الْحُلُمُ

كَأَنَّ فِي وَجْهِهَا إِذَا اتَّشَحَتْ
لَآلِئاً خَلْفَ الطُّهْرِ تَحْتَشِمُ

يَا رُبَّ قَلْبٍ مِنْ فَرْطِ رَحْمَتِه
تَسِيحُ فِي سَلْسَبِيلِهِ الدِّيَمُ

تَهُلُّ بِالْبُشْرَى حِينَ تَسْمَعُهَا
فَتَرْقُصُ الدُّنْيَا حَوْلَهَا النِّعَمُ

إِنْ حَاوَرَتْ بِالنَّصَائِحِ ارْتَكَزَتْ
كَأَنَ مِيزَانَهَا بِهِ الْحِكَمُ

كَمْ وَلَدٍ مِنْ أَخْلَاقِهَا نَضَجَتْ
فِيهِ الْمَفَاهِيمُ مِثْلهَا الْقِيَمُ

أُسْتَاذَةُ الدُّنْيَا عِلْمُهَا سَنَدٌ
إِمَّا اسْتَفَادَ الصَّغِيرُ وَالْهَرِمُ

يَا قَلْبُ إِنِّي بِدُونِهَا بَشَرٌ
أَحْتَاجُ لِلْأُمِّ حِيِنَ أحْتَدِمُ

وَرَغْمَ شَيْبي لَازِلْتُ أَرْقَبُهَا
مُذْ كَانَ طِفْلِي يَضُمُّهُ الرَّحِمُ

هَذَا دُعَائِي لَهَا بِجَنَّتِهَا
يَلُمُّ أُنْشُودَتِي فَيَنْسَجِمُ

وَإِنَّنِي إِذْ خَطَفْتُ مِنْ شَغَفِي
غُصْناً فَبِالْيَاسَمِينِ أخْتَتِمُ



غيداء الأيوبي

ياليت أمي هنا لأحضنها
فيرتخي في حنانها الالم

نعم، نعم...

إنه شعر عذب جميل

السيدة الشاعرة غيداء الايوبي
يسرني أن أكون أول المهنئين لك بهذه الرائعة الرقيقة من أمهات القصائد

سلمت الأنامل والقريحة ودام العطاء

تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته ..

وبارك الله فيك وهذا البر والوفاء لمن تستحق ,

فقد أنجبت ورعت وأنشأت وتركت خلفها أثرا صالحا يشدو لها ,

وبلوحة جميلة ناطقة, وليس أمامنا إلا أن نقول رحم الله الأم , وبارك الله في الإبنة.

تحياتي وتقديري

أهلا بعودتك ايتها الرائعة
كم في هذه الفاتنة من جمال شعري وشعوري قد ذاب بين الحروف
وكأنك.. بل كنت تكتبين ما ينازع ارواحنا ويملأ دواخلنا من جمال وحس
نحو هذه المخلوقة التي لا يمكن ان نوفيها حقها ..
فمن غيرها يحمل ما حملت من اجلنا ومن غيرها يستطيع أن يكون ما كانت لنا
ولكن رغم الفقد ورغم العمر الذي نحن عليه والشيب الذي ملأ القلب والروح قبل الرأس
تبقى الأمنية التي لا تفارق أرواحنا والحضن الذي تستحضره الذكرى فيهدأ القلب
وتستسلم الروح وتغمض العيون بكل سكينة
رحم الله أمهاتنا جميعا وغفر لهن
وهنِئَ من كانت أمه بجواره
شكرا لأنك هنا
شكرا لأنك أنت

أختنا الكريمة
الشاعرة الراقة

غيداء الأيوبي


بورك هذا النبض الوفي
لمن هي جنة الدنيا والآخرة


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

تغمدها الله بواسع رحمته وأمهات المسلمين جميعا ..
بورك نبض حرفك ، ودمت ببر .

تحياتي

هذا دعائي لها بجنتها.... يلمّ أنشودتي فينسجمُ

الشاعرة غيداء الأيوبي ..
قصيدة جميلة جياشة بمشاعر الوفاء للأم الرؤوم.
نسأل الله لها الرحمة .

تحياتي .

قصيدة رائعة على المنسرح الجميل وفي موضوع مؤثر يلامس المشاعر وبلغة شاعرية مبدعة من شاعرة قديرة فلا فض فوك!

هي قصيدة مميزة جدا وتستحق التقدير والتقديم وأهلا بعودتك أيتها الكريمة بعد كل هذا الغياب!

للتثبيت

ودام هذا الألق الزاهر!

تقديري

الله الله الله

رائعة

نعم الوفاء للأمّ

دمت في خير حال