حينما تجشأ اليتيم...
لأول مرة بعد وجبة دسمة..
لعن الشيطان كل المحسنين!
مجموعة جديدة من أقوالي » بقلم سعد عطية الساعدي » آخر مشاركة: سعد عطية الساعدي »»»»» إلى المتنبي » بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» زُبَيْدِيَّات » بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» العمر لحظة » بقلم زاهية » آخر مشاركة: زاهية »»»»» مَا يَتْرُكُهُ العَابِرُونَ » بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» من أقوالي ٠٠ الطغيان والظلم » بقلم سعد عطية الساعدي » آخر مشاركة: سعد عطية الساعدي »»»»» فـجـوة العـراء » بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» قصص قصيرة جداً---إبراهيم عدنان ياسين » بقلم ابراهيم ياسين » آخر مشاركة: ابراهيم ياسين »»»»» يد طفلة » بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» يا أيها الظبي الذي هربا » بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»»
حينما تجشأ اليتيم...
لأول مرة بعد وجبة دسمة..
لعن الشيطان كل المحسنين!
ايُّهَا الْعَابِرُوْنَ هُنَا اشْهِدُكُمْ أَنِّيْ أُحِبُّ الْلَّهَ وَرَسُوْلَه
أكل اليتيم .. فشبع فتجشأ
فاستنكر الشيطان وتميز غيظا وألما لعلمه إن كل من أطعم يتيما أو سقاه شربة أو كساه كسوة
سيكون من أهل الجنة.
ومضة موجزة بحروفها ـ ـ معبرة ومميزة بمحمولها الكبير.
قال ـ صل الله عليه وسلم ـ : ( من مسح رأس يتيم ـ لم يمسحه إلا لله ـ كان له بكل شعرة مرت عليها
يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين )
فكيف لا يستنكر الشيطان فعل المحسنين وقد أفلتوا من جهنم ليدخلوا الجنة.
ومضة هادفة عميقة الطرح جميلة المضمون.
دام ألق حرفك.
هنا برعت اديبنا في التقاط لحظة براءة مختلطة بالغضب والدهشة، حيث يتحوّل الفعل العادي ـ تجشؤ اليتيم ـ إلى صرخة وجودية ضد التظاهر بالمحسنات والمجتمع الزائف.
اللغة مركزة، حادة، وتجعل كل كلمة تنبض بالإحساس بالمرارة والتمرد، وكأنك توجّه للقارئ صفعة مفاجئة تفتح أعيننا على هشاشة القيم المزيفة.
انت اديبنا الفاضل عبقري في اختزال الصراع الإنساني في مشهد صغير، وإضفاء عمق فلسفي واجتماعي على أبسط الأفعال، لتحوّل النص إلى درس في الصدق النفسي والشجاعة التعبيرية.
هذه قدرة نادرة على الجمع بين الصدمة، السخرية، والبلاغة في سطر واحد.
تحياتي