أسقيتني الحبّ في كأسٍ بَرى صدْري
فاستهدفَ القلبَ و الأضلاعُ لا تدري
و انصاعت الروحُ تروي حبّها فَصَحَا
من سكرةِ الشوقِ وسواسٌ على قهري
و الحبُ نارٌ و كلّ الناسِ واردها
لن يسلمَ المرءُ مهما جدَّ في خيرِ
آنستُ نارك في الأحشاءِ موقدُها
تتلو على القلبِ ما يدعو الى الكُفرِ
تستغفلُ الشوقَ في فُحشٍ تراودهُ
نارٌ على القلبِ كيف اخضرّ كالزهرِ
لو تُبصرُ الشوق في قلبي تُعانِقُهُ
عناقَ ميْتٍ دنا من مدخلِ القبرِ
لا القبرُ منصِفهُ إن جاء مشتكياً
و لا لِمَيْتٍ إلى الإحياءِ من عذرِ
يا نزعةَ الشوق ما لي صبرُ حامدةٍ
إنْ تَقرُبي العين فاض الدمعُ كالنهرِ
ما كنتُ يعقوبَ كي أرضى إذا حكمتْ
بالحزن دنيايَ ، أو أيوبَ في صبري
لا ، لن أُبالي بحبٍّ كنتُ أَكتُمهُ
ما قيمةُ الألفِ عند الضربِ بالصفرِ؟
من يا تُرى لائمٌ للشمسِ لو أفَلَتْ
إن كان يدري بما تُخفيهِ من بدرِ
أسلمتُ للدهرِ مُذ أن قلتُ قافيةً
على الحزن ديواناً من الشعرِ
من يُسكتُ النايَ و الآهاتُ تعزفهُ
أو يُفهمُ الطيرَ إنْ يشكو من الدهرِ
لا فرق بينهما لكننا بَشرٌ
لم نعطِ للعقلِ تبريراً لما يجري
إن صدّقَ القلبُ حبّاً بات يَكذُبهُ
أو كذّبَ الحبُ قلباً ضاقَ في الصدرِ
ما كان للهمّ أرضٌ بعدما رحلوا
إلا فؤادي طريد الوجدِ و النَحْرِ
في مدخلِ الغارِ كنّا و الهوى كَلِفٌ
نستعطفُ الربَّ حتى مطلعِ الفجر
يا ليلةَ الوصلِ قد طال الفراق و ما
أظُنُّ تأتينَ حتى آخر العمرِ
يا ليلةَ الوصلِ لو جئتِ بمن رحلوا
نلتِ مقاماً دنا من ليلةِ القدرِ
مع خالص الود:
أنس عبد القادر العيسى / قطرب العراق