أنسنة الشعر
لا أنت نحنُ، ولا هُمُ كانوا أنَا
لكنْ سنخلق بالضمائر موطِنا
ومدائنُ الشعراءِ تُغري خاطري
وقدِ ابتنيتُ مدينةً فيمن بنى
تبدو كناطحة السحابِ قصيدتي
فأطلتها معنىً لأسكتَ ألسُنَا
وسكنتُها وحدي، ووحدي مُؤنسي
شعراً، وجاورَ وحدتي فيها أنا
شعري على قمم الكناية ساهرٌ
ورأى استعارات الكلام فدندنا
في قريتي تَلدُ النساءُ كواكباً
وقريحتي تَلدُ الشموسَ مع السّنَا
لا يَنحنِي معنىً كتبتُ لغايةٍ
إلّا إذا خدعَ القوافلَ مُنحَنى
في النُّور حرفيَ سار سيراً راشداً
حتَّى إذا خافَ الغوايةَ أذّنَا
ومعانيَ الشَّعراءِ فيها صالحٌ
ووجدت آخرَ فاسقاْ لا مؤمنا
وجِنايةُ القولِ الأثيمِ وجُرمُه
عندي إذا سرَقَ الكلامَ وضمّنا
خلْفَ الحديثِ من المجازِ مسيرتي
حتّى إذا ماتَتْ مسافتُهُ دَنا
في بورصة الأشعار سهميَ أخضرٌ
والأحمرُ الخسرانُ لا ينمي لنا
عن كُلّ بكرٍ في القصيد مُحَدِّثٌ
وسوايَ يُنشدُ في القصيد مُعَنْعنا
تتثاءبُ السّاعاتُ من طُولِ السُّرى
والغاية القصوى تهرول نحونا
لا أستَحِلُّ العَودَ دونَ غنيمةٍ
ما مدَّ ركبته مسيرٌ أو ثنى
للدّربِ جلُدٌ إذْ يلينُ يسُرّني
وأجِدُّ أقطعُ بعضَه المُتغضِّنا
وتحيلنا الأيامُ ذكرى ذاكرٍ
فهناكَ كنتُ، وكنتُ ذكرى في هنا
للشعرِ أعداءٌ بهيئة ناقدٍ
رفعوا بزيف النقد قافاً أرْعنا
حزبٌ إذا أخذوا اليسارَ بنقدهم
خالفتهم وأخذت دربا أيمنا
لم أستطعُ إرضاء إعلام الهوى
فقبائل الإعلامِ تُرضي المُعْلِنا
عاهدت شعري أن نقول حقيقة
لا نتقن التطبيل فيمن أتقنا
لو كانتِ الآمالُ تؤخذُ بالمُنى
لأطلتُ حبلاً للتّمنِّي والمُنى
في حقل ألغام الكلام قريحتي
تخطو، ويسهر فكرنا متفطنا
وكتبتُ أشكالَ القصيدِ جميعَهُ
فمُربّعاً ومُسدّساً ومُثَمّنا
ذاك المحال من المجاز كتابةً
لكن يكون إذا قرأتَ المُمْكِنا
وجعلتُ شعريَ للمعاني منزلاُ
وتخذْتُ في علو المعاني مسكنا
وهناك شعر مثل حرباء الضُّحى
وبكل ألوان النفاق تلوَّنا
في طيًه داء خبيث فاتك
لعقول من وثقوا به قد سرطنا
أنْسَنْتُ أبياتي لأُحرِجَ مُوحِشاً
قد فازَ مَنْ قال القصيدَ وأَنْسَنَا
مَنْ جَرّبَ الآلامَ ليسَ بلائمٍ
أهُلَ الحوائجِ حيث أدركَ ما الضَّنَى
أتشوف الأقصى وأرقب نظرة
فمتى بربك سوف ينظر نحونا
وأغضُّ طرفيَ إنْ بدتْ لي نشرةٌ
ورأيتُ غزّةَ في الحصارِ وفي العنا
في عينِ غزّةَ ألفُ ألفِ حكايةٍ
مليونُ جُرحٍ قد تبَنّاهم ونى
لا أمنَ لا أعوانَ لا مأوى لهم
أمّا الطعام فذاك عنقاءُ المُنى
يتَيَمّمونَ على صعيدِ مجاعةٍ
بسرابِ وعدٍ ما لموعده جنى
حزب اليهود أبان عن أطماعه
ولأهل غزة دون حقٍّ شيطنا
للموت في رفحا وغزة نزهة
وتراه يقطف نرجساً أو سوسنا
للنّصرِ يومٌ، للهزيمةِ مثلُهُ
يومُ الشهادةِ كان ذاك الأحسنا
والنصر لا تهديه خطبة ثائرٍ
النصر يجلب بالسياسةِ والقنا
كم من عدوٍّ في العداوة ماردٌ
حتى إذا سمعَ المدافعَ أذعنا
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلام الله بن صالح
