سيدتي الفاضلة ، إخواني الشعراء ، ها أنا ابدأ في تلبية طلب الأخت نادية واقتراحها ، هلمّ معي إن راقت لكم الفكرة .
أمّ الشهيد
شعر : محمد بن الطيب الحامدي
1 - أمّ الصِّبا ! في الرّدى عيْشٌ به المفخَرُ
فالبرْعمُ الغضُّ نورٌ في الدُّجى مُبْهِرُ
2 – لا تبتكيه ! فما يُبْكى حُسامٌ سمـــــــــــــا
للمجْدِ والحبُّ من أشلائه يقْطــــــرُُ
3 – إنْ فاضَ منْ لوْعةٍ دمْعٌ فصُدّيــــــهِ ، لا
تضني حبيباً ببكْيٍ لا ! فيستصغـــــــرُ
4 – بالجبْنِ كم قد تضاءلنا فصرْنا كَمـــــــنْ
حين الوغى يستلذُّ الذّلَّ بل يصغـرُ
5 – لا تصْرخي " مات غرّاً صغيـــــــــراً " ألا
تدرين أنَّ الفتى حينَ الوغَى يكْبُرُ ؟
6 – فالأرضُ أمستْ تعادي أهْلها إذْ جثـــا
ظلمٌ على صدْرِها دهْراً ولا تُـــــــؤْزَرُ
7 – غبراء باتتْ تناجي ثُكْلَهـــــــــــا أنْ ألا
من أمْردٍ إذْ يرى مكر العِدا يمكـــــرُ
8 – لا تندُبي ابن الصّحارى إذْ هما مثلما
تهمي دماءٌ فيزْهو السِّدْرُ بلْ يزْهــــرُ
9 – قد عاشَ في ترْبها شبْلا صغيرا ومــــــــــا
تبقى الأسودُ جراءً إنّما تـــــــــــــــزأرُ
10 – فالمرْءُ لا رميةٌ تستدُّ في رمـــــــــــــــــيه
إلاّ إذا العزْمُ في أطْباعهِ جوهــــــــــرُ
11 – والعزْمُ فضْلٌ فلا تعطيه أيامُنــــــــــــــــــا
بلْ إنَّه في الفتى الأجداثُ والعنْصرُ
12 – لا تبتكي من إذا الأوطانُ طافتْ بها
أنواءُ دهْرٍ أتاها والجوى أغْبــــــــــرُ
13 – أمَّ الشّهيدِ الذي ما زال لم يحتلـــــــمْ
ما الرّشْدُ جبْنٌٌ ولا الأفهامُ قد تقهــــرُ
14 – إنّ الذي باع ريعانَ الصِّبا راضيـــــــــــا
تبكي له البيدُ والآكامُ والأنْهُــــــــــــــرُ
15 – والأرْضُ من نفْحِ ذكراهُ بأرْجائهـــــا
عودٌ تلظّى ومسْكٌ فائحٌ عنْبـــــــــــــــــرُ
16 – فالموتُ لا يكتفي منهُ شهيدٌ خطـــــــا
خطوا أصمًّا فلا يثْنيه مسْتكْبِـــــــــــــــــرُ
17 – إنْ أنْتِ أهْرقْتِ دمْعاً حارقا مغْــــــزرا
فابْكي غراماً عسى الأقوامُ تستعْبِــــــرُ
18 – بلْ إنْ تجافتْكِ جاراتٌ لحزْنٍ ، فما
تغْفو قوافٍ تواسي الجرْحَ أوْ تسهَــــــرُ
19 – فالدّهرُ قدْ أضرم الأشجانَ في أدمُعي
إذْ هانَ أنْ تذوِيَ الأبْصارُ والمحجرُ
20 – يا أمُّ ، كم قدْ تنامتْ في لياليكِ أحْــــــــ
ــــــــــــــزانٌ بها الدّمع أمواجٌ فلا تُعْبـــــــــــرُ
21 – والقلْبُ تدْميه أنواءٌ فلا يُسْلِـــــــــــــــمُ
مهما يُلاقي من الأحداثِ أو يخبُـــرُ
22 – مالي أرى الوجهِ قدْ غيضتْ بُسيْماتُهُ
والجفْنُ يدْمى من العبْراتِ بلْ يُعْصرُ
23 – تاللهِ إنَّ الذي تبكينَ فحلٌ ومــــــــــــا
يحمي حِياضا سوى أمثالُهُ الكثَّــــــــرُ
24 – قومي إلى المجد قد جادتْ تباريحُك ال
ـــــــــحرّى بسيفٍ صقيلِ النّصل لا يُكْســـرُ