| 
 | 
1 - أمّ الصِّبا ! في الرّدى عيْشٌ به المفخَرُ  | 
 فالبرْعمُ الغضُّ نورٌ في الدُّجى مُبْهِرُ | 
2 – لا تبتكيه ! فما يُبْكى حُسامٌ سمـــــــــــــا  | 
 للمجْدِ والحبُّ من أشلائه يقْطــــــرُُ | 
3 – إنْ فاضَ منْ لوْعةٍ دمْعٌ فصُدّيــــــهِ ، لا  | 
 تضني حبيباً ببكْيٍ لا ! فيستصغـــــــرُ | 
4 – بالجبْنِ كم قد تضاءلنا فصرْنا كَمـــــــنْ  | 
 حين الوغى يستلذُّ الذّلَّ بل يصغـرُ | 
5 – لا تصْرخي " مات غرّاً صغيـــــــــراً " ألا  | 
 تدرين أنَّ  الفتى حينَ الوغَى يكْبُرُ  ؟ | 
6 – فالأرضُ أمستْ تعادي أهْلها إذْ جثـــا  | 
 ظلمٌ على صدْرِها دهْراً ولا تُـــــــؤْزَرُ | 
7 – غبراء باتتْ تناجي ثُكْلَهـــــــــــا أنْ ألا  | 
 من أمْردٍ إذْ يرى مكر العِدا يمكـــــرُ | 
8 – لا تندُبي ابن الصّحارى إذْ هما مثلما  | 
 تهمي دماءٌ فيزْهو السِّدْرُ  بلْ يزْهــــرُ | 
9 – قد عاشَ في ترْبها شبْلا صغيرا ومــــــــــا  | 
 تبقى الأسودُ جراءً إنّما تـــــــــــــــزأرُ | 
10 – فالمرْءُ لا رميةٌ تستدُّ في رمـــــــــــــــــيه  | 
 إلاّ إذا العزْمُ في أطْباعهِ جوهــــــــــرُ | 
11 – والعزْمُ فضْلٌ فلا تعطيه أيامُنــــــــــــــــــا  | 
 بلْ إنَّه في الفتى الأجداثُ والعنْصرُ | 
12 – لا تبتكي من إذا الأوطانُ طافتْ بها  | 
 أنواءُ دهْرٍ  أتاها والجوى أغْبــــــــــرُ | 
13 – أمَّ الشّهيدِ الذي ما زال لم يحتلـــــــمْ  | 
 ما الرّشْدُ جبْنٌٌ ولا الأفهامُ قد تقهــــرُ | 
14 – إنّ الذي باع ريعانَ الصِّبا راضيـــــــــــا  | 
 تبكي له البيدُ والآكامُ والأنْهُــــــــــــــرُ | 
15 – والأرْضُ من نفْحِ ذكراهُ  بأرْجائهـــــا  | 
 عودٌ تلظّى ومسْكٌ فائحٌ عنْبـــــــــــــــــرُ | 
16 – فالموتُ لا يكتفي منهُ شهيدٌ خطـــــــا  | 
 خطوا أصمًّا فلا يثْنيه مسْتكْبِـــــــــــــــــرُ | 
17 – إنْ أنْتِ أهْرقْتِ دمْعاً حارقا مغْــــــزرا  | 
 فابْكي غراماً عسى الأقوامُ تستعْبِــــــرُ | 
18 – بلْ إنْ تجافتْكِ جاراتٌ لحزْنٍ ، فما  | 
 تغْفو قوافٍ تواسي الجرْحَ أوْ تسهَــــــرُ | 
19 – فالدّهرُ قدْ أضرم الأشجانَ في أدمُعي  | 
 إذْ هانَ أنْ تذوِيَ الأبْصارُ والمحجرُ | 
20 – يا أمُّ ، كم قدْ تنامتْ في لياليكِ أحْــــــــ  | 
 ــــــــــــــزانٌ بها الدّمع أمواجٌ فلا تُعْبـــــــــــرُ | 
21 – والقلْبُ تدْميه أنواءٌ فلا يُسْلِـــــــــــــــمُ  | 
 مهما يُلاقي من الأحداثِ أو يخبُـــرُ | 
22 – مالي أرى الوجهِ قدْ غيضتْ بُسيْماتُهُ  | 
 والجفْنُ يدْمى من العبْراتِ بلْ يُعْصرُ | 
23 – تاللهِ إنَّ الذي تبكينَ فحلٌ ومــــــــــــا  | 
 يحمي حِياضا سوى أمثالُهُ الكثَّــــــــرُ | 
24 – قومي إلى المجد قد جادتْ تباريحُك ال  | 
 ـــــــــحرّى بسيفٍ صقيلِ النّصل لا يُكْســـرُ |