صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: يتمطط...!

  1. #1
    من مواضيعي

      افتراضي يتمطط...!

      [align=center][/align]
      عالقة في ذاكرة اللامكان، تلاحقها عقارب ساعة مبتورة لا تكمل دورتها الستين، تركض حافيةً...عاريةً، لا يسترها إلا ذكرى وبعض حنين، حتى هذا الجلد الملتصق بها يحاول التمطط؛ ليحتوي جسداً في طور التبدل، البعض يكبر في شرنقة تُخفي عُريّ المراحل، وهي تكبر في زنزانةِ كل جدرانها زجاجية، ترمقها أعين المارة بلا وجل.
      تشتمُ بقايا أحشاءها حين تحترق؛ لتكمل مراسم طقوس سرية علّها تعيد الهدوء لجلدها الذي يحاول التمرد؛ حتى أصابعها العابثة كفت عن العبث، عيناها الشقيتان دفنهما حزنٌ لا ينتهي.
      تورمتْ شفتاها في محاولة يائسة لإعادة تورد كان، وما كان...كان، هذا المكان يلوكها، يجترها، يسحق ما بقي منها؛ ليعيد تشكيل رؤية جديدة وفلسفة عتيقة تؤمن بأن الماضي يتقن صياغة نفسه من جديد.
      يتسقُ الليلُ، يحاول لملمة الضوضاء، يفشل في احتوائها، ينبلجُ الصبحُ يحاول أن يلملم بقايا خرقٍ كانت تستتر بها وأن يرتب شعرها المتناثر، لكنه يفشل، فحتى فروة رأسها تتمطط...!!
      محاولة مجنونة من جلد مجنون يحاول تبديل جسده في توقيت عقيم، لا ينجب سوى الخيبة والقهر...!!
      تعود النساء مساءً، يلملمن بقايا الليل بعطرهن الباذخ الثمين، وملابسهن الفاخرة، وطاقات الورود الموسومة بالإعجاب، وإذ بعطرٍ ذكوري يطغى على ذاكرة العشق المهترئة.
      تعود هي بشمعٍ ذاب من فرط الانتظار، وروائح رخيصة مختلطة برائحةِ الاحتراق، تحمل بعض عقود الياسمين التي سرقتها من سور حديقة الجيران، تعود بكل أسىً تُلقي بجسدها المنهك فوق فراش الشوك، تتلو تعويذة قديمة لئلا يعاودها الوجع، تنتشي من فرط الألم، تُسلم نفسها لتلك الذاكرة المهترئة؛ لتمارس اغتصاب الوقت بكل همجية.
      ما زال جلدها يتمطط، يُعلن احتضار الرضا، يصرخ بصمتٍ، فتتألم هي بصمتٍ، تُرى كم يلزم العمرَ عُمراً لينتهي؟!!
      ليستْ حيةً، وليستْ حشرةً، إنها مجرد بائسة تمطط جلدها، وغُرِسَت في رمالٍ مالحةٍ، كل ذرةٍ فيها تحاول أن تسحب أكبر كمية من ماء الحياة، تريد أن تعيش الحياة كما تستحق، وأن تمارسها ببذخ، ولم يخطر في بالها للحظة أن جلدها يوماً ما قد يتمطط...!!

    • #2
      من مواضيعي

        افتراضي

        جميل ماقرأت هنا
        وإن كان الرمز لم يترجم بشكل صحيح في ذاكرتي
        لكني والله استمتعت كثيرا
        أنت كاتب رائع
        ما دام أن الموت أقرب من فمي
        فمجرّد استمرار نبضي معجزة .........

      • #3
        من مواضيعي

          افتراضي

          يمنى العزيزة..
          اجدك دائما من الذين ينحتون نصوصهم ضمن رؤية محددة وواضحة ..بخوض غمار نصه النثري بكامل وعيه وقدرته على مخاتلة اللغة وبناء المعنى المفتوح وعتق اللغة من أسرها اليومي .. فالكاتب ليس له الا أن يقدم لنا أكثر من نفاثة صدره.. ومن أحاسيسه .. المتدفقة في كلمات موزونة مطربة و عليك أن تسافر و تتجول في كل أنحاء جمال النص.. وتفهم ما تقدر عليه من فهم..و قد تكتشف طُرق لم تطأها قدم فيأخذك سحرُ أدغالها و يُطربك النغم.. فتريحكَ أيّما راحة..وقد تتيه أيضا في عوالم حُـبلى بالظلام.. وقد تتعثر فتحزن و يأخذك احساس بالغربة و الوحشة فتعود إلى موطنك كسيرا...هكذا هي نصوصك يمنى..اتمنى لك دوام الابداع.

          محبتي لك
          جوتيار

        • #4

        • #5
          من مواضيعي

            افتراضي

            لغة جميلة لكن أصارحك علي قراءتها ثانية و ثالثة كي استوعبها.

          • #6
            من مواضيعي

              افتراضي

              الله الله
              راااااااائعة بكل معنى الكلمة
              أبدعت صدقا
              تقديري

            • #7
              من مواضيعي

                افتراضي

                أخافتني الصورة حقيقة فارتجف قلبي ولكن أثناء متابعة القراءة همست لي ذاتي بأن يمنى مبدعة تستحق التحية رغم إخافتي بالتمطط صورة وقصة.
                أختك
                بنت البحر
                حسبي اللهُ ونعم الوكيل

              • #8
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  فوق مساحيق العظام ، تتناثر قطع اللحم ، يمتزج الجلد بعرق القهر ، ينعجن الخليط بين عضلات قلب متمرد ، ينصب الخليط في قالب أنثى ، تتجمد كما الشمع ، ينفخ الحزن فيها من روحه ، فتخرج علينا أنثى منزوعة الجلد ، تبحث عن خلايا بين البشر ، لتزرع داخلها أمل الكساء ...

                  القديرة الأديبة يمنى سالم

                  كتابتك مرعبة ، حد المتعة ...

                  تحيتي لك

                • #9
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    المبدعة : يمنى

                    مالى أراك تهرولين وحدك وسط متاهات الذاكرة!, تبعثرك رياح الألم ويعريك شعاع مبتور من ذكريات موجعة.
                    تنسلين من أعضائك, تتشتت منك لا تتلملم, يتمرد منك كل مافيك. هلا أطلقت سراح نفسك الحبيسة !, حبيبتى ليس هناك ما يستحق كل هذا الوجع.

                    شذى الوردة لحرف تربع عرش الإبداع

                    د. نجلاء طمان
                    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

                  • #10
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      يُمني

                      ربما من نظر للصورة وأستطاع النظر خلف ذاك الجزء الممطوط من جسده
                      لشاهد الصوره كامله وأنار عينيه بمشاعر يمني جاسمة أسفل ذاكرتها تحتسي الأحداث رشفة وراء رشفة


                      يمني

                      لك الود ولأبداعك الشكر
                      شكراً جداً

                    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة