همس الجرح ...

همس الجرح ...


كان الحزن يكتبني صفحات ..
وأنا أحاول كتابة سطر فرح ..


سأتجاوز كل اصول الكتابة ..
وكل ما هو مفروض ..
سأترك أخطائي اللغوية ..
والإملائية ..
سأخربش ..
على جدار الألم ..
همس الجرح ..




وحيدة ..
في المقهى ..
وكوبين قهوة ..
مذاقها ..
مر كما اللحظة ..
ممزوجة بالضجر ..
واحد لي ..
وآخر للمقعد الخالي منك ..


وجه القهوة ..
صورتك ..
كلما ارتشفت رشفة ..
لامست شفتاك شفتي ..
لتذكرني ..
بأول كوب احتسيته ..
معك ..


وحيدة ..
في العتمة أنزوي ..
أرسم خارطة الرحيل ..
والسفر الطويل ..
على كفي العارية ..
من كفك ..


وحيدة ..
أجلس مع ظلي ..
أنظر إلى الطاولات ..
شموع مشتعلة ..
أيدي متعانقة ..
و يدي ..
تتحسس ظلها ..


تركت ظلي ..
وغادرت ..
أطوي يدي ..
على خط السفر ..




عند خط المستحيل ..
كانت بداية السفر ..
قذفني الماضي ..
في دروب النسيان ..
ذكريات ..
تبعثرها الريح ..




على مقعد خشبي ..
في أزقة الغربة ..
أغفو ..
ويداي ..
تحتضن الفراغ ..
صورة ..
يبللها الدمع ..




كل الدروب إليك صعبة ..
وكل الحروف ..
تتهالك على الشفاه جزعا ..
من ثورة شوق غير متوقعة ..
لأنك ..
نسيت أن لي قلبا ..




ترى ..
متى ..
أخر مرة ..
جلست فيها باسترخاء ..
لتشرب قهوتك التركية ..
وتدخن سيجارك السويسري ..


متى ..
أخر مرة ..
لامست أناملك رقة وردة ..
أو شممت عطرها ..


متى ..
آخر مرة ..
قلت كلمة أحبك ..
أو سمعت همسة رقيقة ..
من شفاه من تحبك ..


متى ..
آخر مرة ..
ضغطت على أزرار هاتفك ..
وقلت لها ..
أشتاقك ..




من نور القمر ..
سأصنع كأسا ..
أسقيك بها ..
إكسير الهوى ..
كي تثمل به ..
علك تستفيق ..




مثل قطة ..
كنت ألاحق طيفك ..
كنتَ تركض ..
وألهثُ خلفك ..
توقفتُ ..
وأنت ..
ما زلت تركض ..
وأنا ..
ما زلت ..
تلك القطة ..
التي تلاحق ..
طيفك ..




نهشتني الغيرة للحظة ..
حين غدر بي الخيال ..
ورأيتك مع أخرى بعين الوهم ..
ضحكت ..
فقد نسيت أنك ..
لم تعد لي ..




قارئة الكف ..
نظرت في خطوط يدي ..
قالت ..
خط الحياة طويل ..
قلت بطول عذابي .!!
قالت ..
سفر بعيد قريب..
قلت ..
أأبعدُ من هذا السفر !!


كم هو بعيد سفري عن قلبك ..

أزهر الشوق في قلبي ..
ياسمينا ..
وعلى كفي نبتت الزنابق ..
رفرف النبض فراشات ..
تعلقت برمش عينيك ..
وحط على كتفي طائر مهاجر ..




قصصت جناحي القلب ..
كي لا يحلق عائدا إليك ..
وربطت عليه بلجام الصمت ..
كي لا يصرخ من جزع الفراق ..
ورحلت وأنا أوهم النفس أني ..
في طريق الرجوع ..

ما أصعب أن تعود إلى الوراء ..

كي تصل إلى نقطة ما قبل البداية ..




أقف في محطات الفكر ..
أريح النفس من وعثاء سفر الروح ..
الراكضة خلف الحقيقة ..
الباحثة عن السكون ..
فلا أجد غير قلبك ..
دثارا في صقيع الوحدة ..




في كل يوم ..
أكتشف أخطائي ..
وأجد لك عذرا جديدا ..
ترى ..
هل لك القدرة على الصبر ...
لحين أخرج من شرنقتي ..
فراشة تحترق بالنور ..




في زوايا الصمت ..
خبأت بعضا من همساتك ..
زادا لسفري الطويل ..
حتى إذا ..
ما هاج الشوق ..
كانت قوتا لصبري ..




كم قلت أني ثرثارة ..
كيف عرفت !!
وأنت ..
لم تكن تسمع ..




لو تعرف ..
كم أحتاجك اللحظة ..
كي تجمع دمعي بكفك ..
تغسل بها جراحي ..
الغائرة في عمق الروح ..




تدور حول نفسك ..
وادور حولك ..
تلتقي اعيننا مرة ..
كل خسوف ..
ما زلت تدور ..
وما زلت أدور ..
أصابنا الدوار ..
ففقدنا لذة الحب ..




آه من الذكريات ..
حين تنقر قلوبنا ..
فلا ندري ..
أهي دغدغة ..
أم هي رعشة ألم ..

أذكر ..
حين كنتُ وهما ..
يسكن خيالك ..
كمراهق ..
يعشق لأول مرة ..
نجمة عالية في السماء ..
تلاحقها بالغزل ..
والشوق و... ..
أقسمت لها ..
أنك تحبها
لما هبطت إليك ..
ولمستها ..
تحولت لامرأة ..
فسرقت سماءها ..
وتركتها ..
على الأرض ..
نجمة جريحة ..




على هامش العمر ..
كتبت ..
أني رحلت ..
وأنا ..
ما زلت هنا ..

كذبت علي ..
أيها الحب ..
حين سرقت نبضي ..
لترتق مزق أمنية قديمة ..
لاكتها خزائن النسيان ..
عفرها غبار اليأس ..
لتصنع منها أملا مهلهلا ..
لا يواري عورة الحلم ..
كذبت علي ..
حين داعبت ..
قلبي المثقوب بالخيبة ..
ليتسرب دمي ..
في شقوق جرح لم يندمل ..
كذبت علي ..
حين وسوست لي ..
بأن للحزن وجه آخر ..
يحمل ملامح الفرح ..

اشعر بالغبطة لكوني اول المعانقين لحرفك
صاحبة القلم الماسي
ارق تحية لك ولقلمك الماسي المبدع
الصمت في محراب الجمال جمال
دمتى متألقة
مودتي

كأنى به يقول لنفسه.........
لم تدعى لى فرصة كى أدافع عن نفسى
أنا فاقد الإنسانية فاقد الأهلية كى أصمد أمام هذا الحب الجارف
لعله غير قادر على مجاراتك فلديك أكثر من قلب كل قلب منهم يحب على طريقته ويحترق على طريقته
عمل فنى متكامل لغته مناسبة جدا للمحتوى لكن لديك جبروت فى عواطفك
قمة الوصف فى هذا التسلسل المنطقى لمشاعرك فى القصيدة بتلك الصور الخلابة يقابله صور النذالة لدى هذا الذى لا يعى معنى الحب الحقيقى ولقد كان همس الجرح عاليا فسمعناه.
إجادة لعمل متميز أشكرك جدا على إمتاعنا
كنت أخاف أن يسقط مستوى العمل مع الإطالة لكن لم يحدث وذلك جميل جدا
خالد ابراهيم

وحيدة ..
في المقهى ..
وكوبين قهوة ..
مذاقها ..
مر كما اللحظة ..
ممزوجة بالضجر ..
واحد لي ..
وآخر للمقعد الخالي منك ..
وجه القهوة ..
صورتك ..
كلما ارتشفت رشفة ..
لامست شفتيك شفتاي ..
لتذكرني ..
بأول كوب احتسيته ..
معك ..

مازلت أتذكر همسك بأنك لن تتركني وحيدة منك , لن تخلفني خلفك كبقايا فنجانك المكسور , لن تجعل الملل يتسلل خلسة لقلبي المجنون بحبك , لن تسلمني بيديك للحيرة تقتلني , تمزقني أشلاء , تبعثرني كحبات المطر؛ هكذا همست لقلبي عندما وعدتني بحب لن يخضع لفراق
أستاذتي الغالية
نص حملني معه بين أزقة الألم , لم أستطيع أن أتوقف حتى بعد أن وصلت حد النهاية , وتمنيت لو لم ينتهي .
أحتاج للعودة كثيرا كي أنهل من عبق حرفكِ الآسر , فاسمحي لي , وحتى أعود ؛
خالص تحياتي

سيدتي ..

أتذكرين !!!

عندما كنت دائما وأثناء محادثاتنا الماسنجرية تقولين

مقبولة ليتني أستطيع أن أكتب مثل همسك

قلت لك يومها إن كنت تذكرين ..

يا وفاء داخلك شاعرة رقيقة اعطها المجال لتتنفس

وها هي جاءتنا اليوم ببهاء حرف وندي كلم

برغم الحزن الساكن فيه وبرغم الآهة التي تنهدت داخل كل سطر

إلا ان الشاعرة بانت بأبهى حلة وأرق احساس

ما أروعك غاليتي وأنت تسكبين الحب قناطير

صدقيني حبك أغلى من دمعة وأغلى من أهة وأغلى من كنوز الأرض

فليته يقدر هذه الجوهرة

كنت هنا وانسكبت في آتون مشاعرك فاحترقت

احترقت وأنا أبتسم وأسلم الأمر لروح الجمال ... روحك

مقبولـــــة

نصّ غارق بالأحاسيس
مؤثر رغم بساطته وبعض المباشرة في أزقته
إلا انه يترك بصمة شجن للقارىء
ملاحظة
وجه القهوة ..
صورتك ..
كلما ارتشفت رشفة ..
لامست شفتيك شفتاي ..
صورة جميلة ولكن لا اظن بأن هناك ضرورة لكلمة (شفتاي ) لأنها توضيحية غير لازمة
خصوصا ان الرشفة قد تضمنتها مسبقا
وفاء
لكِ مودتي

أستاذتي الكبيرة حرفًا وتصويرًا

في ومضاتكِ النثرية ارتحلتُ بجناحٍ من ألم وجناحٍ من شغف, فواحدٌ يترقب لحظة انفراج لكوة ظلمته الأبدية, وواحدٌ يترقب نهاية رحلة بذخ؛ ربما تطفئ لظاه, فلم ينطفئ. أحيانًا أتساءل إلى أي حد يمكن أن يكتبنا الجرح ومضاتٍ تتلألأ في أعين الآخرين ببياض النور المحرومة منه عيون قلوبنا؟.أجابتني ومضاتكِ.

برغم أن الكيبورد خانكِ في أكثر من موضع, وبخاصة علامات الإنشاء التي احتاجها التساؤل أو التمني, إلا أن ومضاتكِ استحقت لا التثبيت على أول صفحة الخاطرة, لكن التثبيت على أول صفحات حيواتنا الملطخة بدواكن الألوان.

حبي وتقديري

سيدتي الأديبة الوفائية

للوفاء عندك طعم آخر
وللذكريات حنين يتهاوى على كف اللقاء التائه
وللسفر فيكم مذاق الذوبان

للزواية الداكنة تلألأت من شعاع بهي الندى تسكبه وفائياتك الآسرة


دمت بذلك الجمال

الكاتبة العبقرية وفاء شوكت خضر صاحبة القلم لرشق الراقي
اختلطت داخلي مجموعة من الاحاسيس وأنا أقرأ هذا النص الباذخ
الذي سطره جرحك بهمس صارخ..لتطلقي سراح سراٍبٍ داخل النفس مكتوٍ من جرح لم يندمل
حلقت مع هذا النثر الرائع ..السهل التعابير ..المؤثر في النفس..مع نوارس حرفك هنا وهناك بدون قيد
ودون ازعاج لتسلسل قامة جرح مديدة ، تدفقت معانيها شلالا من النقاط والفواصل لامعة دون توقف..
رائع هذا البوح..والاروع قمة التعبير وسهولة الدفق سلاسة وبيانا..
مودتي الخالصة لك
لميس الامام

إشرقات أنثى ابتدأت بالحنين وانتهت به ... جميل جميل .. ودّي لقلبك المرهف