كثيرا ما كنت أتساءل:ما الشعر ؟
ثم أذهب احدد مجموعات كثيرة من المفاهيم ، ثم أتراجع عنها ، لكنني في كل هذه الحالات ، لم أفهم أبدا أن الشعر هو ذلك الكلام الموزون المقفى.
أنا الآن أطرح سؤالا بين أيديكم ، وأدلي برأيي باقتضاب شديد حتى أترك الإجابة عن سؤالي للآراء التي ستدلون بها.
هل الشعر هو مجرد كلام موزون مقفى؟
إذا كانت لغة الشعر لغة غير اللغة ، وكلام غير الكلام ، لغة تحب البذخ ، تعشق الجمال ، تتفرد بالروعة التي لا مثيل لها ، فكيف يدخل في خانة الشعر ذاك الكلام المباشر ، السطحي ، الذي لا يهيج نفسا ، ولا يُحرك فكرا ؟
الشعر هو ذلك الكائن الجميل ، الذي يُخطأ فنصفح عنه ، ويثور فنسانده ، ويظلم فننحاز إلى صفه ، الشعر هو الفرادة والتميز في الكتابة ، فاللغة في الشعر يجب أن تتخذ شكلا جديدا ، وقلبا جديدا وثوبا جديدا ، بل إن هذه اللغة يجب أن تمشي فوق الذهب ، وتعيش في عالم كثيف من المجاز والتصوير الجميل.
أنا هنا لا أدعو إلى الصنعة اللفظية التي مجها السمع ، وكرهتها الذائقة ، إنما أتحدث عن عملية سحرية ، تبهر وتدهش .
هنا أطرح سؤالا آخر: ألا يجب على القصيدة أن تدهشنا أيما إدهاش ، أن تسلبنا عقولنا ، أن تستفزنا ، أن تجعل من نفسها برجا عاليا لا يصل إليه القراء الكسالى؟
أنا أرى أن الشعر ليس رسالة ، وإن كانت هذه الأخيرة تمثل جزء صغيرا منه ، والشعر ليس إخبارا مباشرا ، بل هو إيحاءات مختلفة ، ودلالات منفتحة في الفهم والتأويل .
أصدقائي وإخواني أنتظر مشاركتكم .
وتقبلوا خالص تحياتي.
شكرا



رد مع اقتباس
