|
---- |
في ذاكرة الجسد العربي |
- ماجد الخطاب - |
---- |
جَـســـــــــــدٌ تـُراقِـصُ جرحـَــه الآلامُ |
وعـلـيـــــــه حـدّ ُ الـذل راح يُـقــــام |
لم َيـبـقَ مـنـه ســـــوى بـقـيـة عــزة ٍ |
تـصـحـو عـلى أطـلالـها وتـنــــــــام |
جرفتْ رياح القهــــــــرعطرَ وروده |
وتعـطـلـت عـن عـشـقه الأنســــــــام |
قـتـلـوه إرهابــــــاً وقالـوا هـكـــــــذا |
ســــيكافـَحُ الإرهـــــاب والإجــــرام |
كســروا كـؤوس الحب في أحلامــــــه |
و غـداً يـمـــوت الـحــب والأحـلام |
ســــــرقوا عناقيد الكروم .. وتينـَهـا |
لــم َيبــْــقَ لا كــــــرْمٌ .. ولا كـــرّام |
 |
يا غـصة الشــعراء .. هل مـِن قـُبلةٍ |
ما عدت أكتب للجمال قصـــــــــائدي |
فالعشــــــــق في زمن الهوان حـرام |
عبث الســــراب بيانعات مشـــاعري |
فأنا ونهـــر العاشـــــــــقين حطــــام |
غربتْ بعصر الكره شـــمس بلاغتي |
لا الحُـسْـــــــن ُ يُـرجِعهـا ولا الإلهام |
هذا زمـــــــــــــــــــان لا يعانق أمّـة ً |
ســــــــــــكنت بنبض دمائـها الأنغام |
هذا زمان الأقــــــــــوياء .. إلى متى |
نأتي ونـذهـب والـخـصـام خـصــام |
هذا زمان الأقويــــــــاء .. إلى متى |
تـُســبـى الـرعـيـة والرعاة نيـــــام |
صدئت ســـيوف الفاتحين ولم يعــد |
فـوق الخيول ( قـتيبة ٌ ) و( هـشام ) |
وجميع أحلام الـعـروبـة صـُـودِرتْ |
و تـنـكـرتْ لـرجـالـهـــــا الأيــــــــــام |
ضاعت ( نياشين ) البطولة والـفـدا |
لم يـبـقَ من صـدر ٍ عليـه وســــــــام |
رحـنا نـقـدس رهـبـة ً حــــــــكامَـنـا |
حـتــى تـَـألـَّـه عـنـدنــــا الحـكـــــــام |
لن يكتب التاريخ فصـــل هوانهـــــم |
كي لا تـشـوه وجهــه الأســــــــــــقام |
مَنْ ضَمّ ( خالدَ ) و( الرشيدَ ) بسِفْره |
يأبـــي بـــه أن تُـــذكــــر الأقــــــزام |
تُـشــفى الجراح مع السنين وتنتهي |
إلا جـــــــراح الــذل لا تــلـتــــــــــــام |
ســــافرت في البلدان أبحث عن غدٍ |
تـُمحى به من دفـتـري الآثــــــــــــــام |
فإذا البلاد على العــــــــــزاء مقيمة |
ورجالها ونســـــــــــــــــــــــاؤها أيتام |
و دفاتر التاريــــخ تنعي مجدهــــــا |
وتموت فوق ســـــــــــــطورها الأقلام |
 |
قلب الزمان وبُدِّلت أشـــــــــــــياؤه |
الطـــــــــــــيبون مخالب وأظافـــــر |
والمجرمــــــــــــــون بلابل وحمام ؟!! |
أوَ كلما نـزلـّتْ هنــــــــــاك َ مصيبة |
فأنا بهــــــــا دون الجــــــــميع أُلام ؟! |
أو كلما هُـدمت هناك دويــــــــــرة |
فأنا الســــــــفيه الظــــــالم الهــدام ؟! |
أو كلما في الغــرب ماتت نمـلــــة ٌ |
قالوا وراء مماتها الإســــــــــــلام ؟! |
هم يعملون بألف ألف وســـــــيلة |
ليصير ســـــــــــــــيد عصرنا حاخام |
لن يطفئوا نـــــور الحياة بحقدهم |
مهما تواعد في الظــــــــــــــلام لئام |
قل للـــــذي في الحزن ظن زوالنا |
نحن البقــــاء وثغــره البســــــــــــام |
هي حقبة وتمر .. لا طاغـوتهـــــا |
باق ٍ ولا الخـُــــــــــــــــــدام والأزلام |
من هـــذه الأرض الأبـية يـبـتـدي |
نــــور الحياة ويـنـتـهي الإظــــــــلام |
عرب .. وتعرفنا الفضائل و النهى |
ولنا بما فـــــوق النجـــــــوم مقــــام |
بلســاننا نزل الكتاب .. وحســـبنا |
مـنـا ( الرسـول ) وصـــحبه الأعلام |
نحن الحضارة قبل كل حضــــارة |
ولنا بكل حضــــارة إســــــــــــــــهام |
نحن الحقيقة والوجود وجــــودنا |
والآخــــــرون جـمـيـعـهـم أوهــــــام |
نحن العدالة والشــــرائع والرؤى |
من خُـلْـقِـنا تـُـســــــــتـنـبَـط الأحكام |
وإلى روابينا الأبيــــــــــــة ينتمي |
عِـلْمُ الفداء .. وشـــــيخه ( القسّام ) |
يا أيها الوطــــــــن الذي علمْـتَـنا |
أنّ الحـــــــــياة محـبــــــة و وئـــــام |
يا أيها الوطـــــــــن الذي علمتـنا |
أن الحــــكاية وردة وحســــــــــــــام |
أقدارنا أنــــا نمـد قـلـوبـنـــــــــــا |
جـســــــــــراُ لتعـبر فـوقـه الأقـــوام |
نحن القلوب المفعـَمات مــــــودة ً |
و قـسـاتـها حـيـن البلاد تـُضــــــــــام |
أعلامنـــا خــفاقـــــــــة وبحـبـنـا |
ســــــتـظـل تخفق هذه الأعـــــــــلام |
أصــــنام عصر الجاهلية حُـطِمتْ |
وغداً تـُحـطـَّمُ هذه الأصــــــــــــــــنام |