فُقْتَ البُدُورَ تَألُّقاً يَا مَنْ سَرَى نُورُ القَصِيدَةِ مِنْ يَدَيهِ مُعَطَّرا وَعَلا النُجُومَ اللامِعَاتِ مَرَاتِباً وَسَما بِآفَاقِ القَرِيضِ فَأَمْطَرا دَانَتْ لَهُ كُلُّ القَوافِي وَارتَجَتْ كَفَّيهِ أَنْ تَدْنو لَهُنَّ وَتَعْصِرا وَسَقَتْهُ آنِيَةُ الحُرُوفِ نَبِيذَهَا فَأَحَالَهُ شَهداً وَمَاءً طُهِّرَا عَقدَ القِرانَ عَلى الحُرُوفِ فَأَنْجَبَتْ مِنْهُ القَصِيدَ فَكَانَ أَشْعَرَ مَنْ تَرَى ما كل قبطان ٍ يعانق برَّه ُ إلاّ الذِي عَلِمَ البِحَارَ وَأَبْحَرا قَدَ أَرْضَعَتْهُ مِنَ البَيَانِ زُلالَهُ وَبَدَتْ لَهُ حُلَلُ الرُؤَى فَتَأَزَّرا يَسْتَوقِفُ النَفْسَ اسْتِمَاعُ قَصِيدِهِ كَتَأََمُّلِ الأَطْيَارِ غُصْناً أَخْضَرا مِنْ كُلِّ مُفْرَدَةٍ تَصُولُ بِقَدِّهَا فِي مَحْفَلِ الأورَاقِ تَسْكُبُ عَنْبَرا مَا مَرْبَدٌ نَزَلَتْ خُطَاكَ بِأَرْضِهِ إِلاَّ تَعَطَّرَ مِنْ شَذَاكَ وَعَطَّرا وَعَلَوتَ مَنْبَرَهَا فَكُنْتَ وَزِيرَهَا شَرَفٌ لَدَى الفُصْحَى اعْتِلاؤُكَ مَنْبَرا قَدَ طَرَّزَ الأشْعَارَ حَبْكُ مَخِيطِهِ كَالخَاتَمِ الدُرِّي زَانَ الخِنْصَرا لا يَسْتَوِي فِي الرِيحِ وَاثِقُ خُطْوَةٍ يَوماً , وَمَنْ هَابَ الصَبا فَتَعَثَّرا اللاهِثُونَ عَلى السَلالِمِ أُنْهِكُوا قَبْلَ الصُعُودِ وَقَدْ سَكَنْتَ رُبا الذُرا مِنْ قَعْرِ بِئرٍ يَنْهَلُونَ مِدَادَهُم وَجَرَى مِدَادُكَ فِي الصَحَائِفِ كَوثَرا سُبْحَانَ مَنْ أَهْدَى رَبِيعَكَ نُضْرَة ً وَسَقَى خَرِيفَ الأُمْنِيَاتِ فَأَزْهَرا وَاليَومَ هَا أَنا وَالدُمُوعُ وحَيْرَة ٌ أَبْكِيكَ أَمْ أُهْدِي التَهَانِي لِلثَرى لَو يَعْلَمُ التُربُ الذِي قَدْ ضَمَّهُ أَنْ ضَمَّ سَابِقَ أُمَّتَينِ لَكَبَّرا ( شَوقِي ) أَتَيْتُكَ وَالحَنِينُ يَلُفُّنِي وَالشَوقُ فِي جَنَبَاتِ رُوحِي عَسْكَرا (شَوقِي ) وَهَلْ لِلشَوقِ هَدْأَةُ خَافِقٍ وَالدَمْعُ أَخْبَرَ مَا ضَمَرتُ وَأَظْهَرا أَيَّامُنَا سَود ٌ كَقَهْوَةِ شَاعِرٍ عَافَتْ عَلَى أَثَرِ الرَحِيلِ السُكَّرا لا يَحْزُنَّكَ مَنْ يُقِيْمُ عَلى اللظَى فَلَرُبَّ ثَاو ٍ لِلجَلِيدِ تَسَعَّرا تَشْتَاقُكَ الشُرُفَاتُ وَالدِفْء الذِي ضَمَّ السُطُورَ بِمَا يَرَاعُكَ سَطَّرا مِفْتَاحُ شُقَّتِها يَحِنُّ لِبَابِهِ فَيَعُودُ مِنْ فَرطِ الحَنِينِ مُزَمْجِرا ( فَيرُوزُ ) لا تَبْكِي فَكُلُّ مَدِينَةٍ أَحْبَبْتُها غَرَسَتْ بِقَلْبِي خِنْجَرا هَذِي هِي الدُنْيا وَهَذا حَالُهَا مَا جَمَّعَتْ إِلاَّ أَحَالتْ نُفَّرا إِنِّي أَتَيْتُ مَعِينَ وِرْدِكَ نَاهِلاً تَالله مَا جِئتُ المَنَابِعَ مُجْبَرا فَانْعَمْ بِرَحْمَةِ رَاحِمٍ لا تَنْتَهِي وَمَحَبَّةٍ مِنِّي إِلَى أَنْ نُحْشَرا



رد مع اقتباس